في 2021 كتبت: "لقد كان في يوم الترفيه عن النفس منحصر في مغادرة الحدود؛ اليوم نحن لا نغادرها" واليوم مع موسم الرياض في نسخته الرابعة والأكبر وبشعار "وقت كبير" تمتد مساحات الترفيه اليوم لتكون مترامية الأطراف ولا تنحصر في حدود الخيال. وسواء كانت وجهتك للمناطق المتعددة "وندر وورلد أو وندر جاردن" أو حدائق أو حفلات ومسرحيات، في دراسة محلية بعنوان "الترفيه والتحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي" للدكتور عامر الشهري والتي نشرت في 2019 استخلص مؤشرات مهمة في تعاطي المجتمع وتفاعله مع الترفيه كمنتج وكان من أهم النتائج أن الترفيه ضرورة اجتماعية في الوقت الراهن ومهم لتجاوز القلق والتوتر وتجديد النشاط بنسبة 60.78 ٪ مما يدل على حجم الضغوط والتوترات في نمط الحياة المعاصر، كما انه يوجد وعي من قبل الشباب السعودي بمشكلات وقت الترفيه وهم تواقين للترفيه. كما أشار الشهري أن العامل التعليمي والثقافي يعتبر عنصر بارز في تكون اتجاهات ووعي الشباب نحو الترفيه. من المتوقع أن تتصاعد وتيرة صناعة الترفيه والإعلام بنمو لا مثيل له مدعومًا بالنجاحات المتوالية للقطاعين، فمن خلال زيادة التفاعل مع أنشطة الترفيه وسط رفاهية التقنية، وتزايد استخدام الهواتف المحمولة وصناعة المحتوى الإلكتروني، أصبح عدد متزايد من الجماهير المحلية والعالمية يتعرفون على عالم التسلية والترفيه الذي نعيشه اليوم. ونظرًا لأن الوضع الإعلامي الرقمي الحالي يوفر العديد من القنوات والمنصات التي تخلق تفاعلًا بين العلامات التجارية والمحافل لوسائل الإعلام الإخبارية والمستهلكين، فإن مفهوم مشاركة الفعاليات واللقطات، والذي يشار إليه على أنه العلاقات التفاعلية بين المستهلكين والعلامات التجارية، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، بل يمكن ببساطة فهم دوافع المستهلكين للترفيه كالفائدة أو التسلية، وتمضية الوقت، أو حتى للنمو الذاتي والمهني. قد يكون من الجيد أن تضع هيئة الترفيه استبيانات قصيرة جداً ومختصرة لفحص البيانات الحقيقية لرأي المستفيدين وأن تشمل: مستوى المعلومات وسهولة الوصول، مستوى الرضا عن خدمات الترفيه، مستوى الانزعاج او الاشكالات، ومصداقية العروض، واضيف لاحظت وجود الكثير من المعرفات الوهمية التي تعرض تذاكر للبيع وددت ان يتم التحذير منهم خاصة لحماية كبار السن والمراهقين. إن رصد الآراء وفحصها وتحليلها لن يخدم فقط صناع الترفيه بل هو مهم للمجتمع بأكمله في التأمل بالتحولات النوعية التي نعيشها اليوم، وتفنيد الاشاعات والاخبار المغلوطة. كذلك مهم دراسة تأثير المشاهير على اتجاهات الناس نحو الترفيه، حيث ان المحتوى المعلوماتي يؤثر بشكل إيجابي على الجوانب المعرفية والسلوكية، وليس على العواطف، في حين أن المحتوى الترفيهي يعزز المشاركة العاطفية فقط. وهذا أمر واضح في الترندات اليومية او حتى في مشاهدات المحتوى التي تتباين بين الحسابات المعلوماتية والحسابات الشخصية البحتة. أخيراً نحن أمام نموذج عالمي سعودي في الترفيه، نعتز بأن نعيشه ونكون جزءًا منه، فهو نموذج يستبعد قيم التطرف ويعزز الوسطية ويقدم تجارب حسية ونوعية ويفتح أبوابه للعالم بأسره، فالعلاقة بين الناس والترفيه من أهم القضايا التي تمس حياة الإنسان المعاصر خاصة في تأمل القدرات المعرفية للأشخاص الذين يحددون فهم وإدراك الطبيعة والمكون العاطفي القيمي الذي يحدد الموقف تجاه الترفيه. وتنمو هذه الاتجاهات الانسانية إلى تحويل التأثير التلقائي للمجتمع وعلى طبيعة الترفيه وبالتالي نصل إلى تفاعل متناغم معها بوعي وهادف ومنتظم.. دمتم بخير.