أكد الأستاذ الدكتور سعود السفري، رئيس الجمعية العلمية السعودية لداء السكري، إلى أن الخطورة الكبرى للسكري تكمن في أن مضاعفاته لا تقتصر فقط على مستوى الضرر الذي يمكن أن يُحدثه على مدى قصير، ولكنها تتعدى ذلك إلى مخاطر طويلة الأمد قد تؤثر على جودة حياة المريض وصحته بشكل عام. وتتطلب هذه المضاعفات رعاية طبية مستمرة وقد تحتاج إلى تدخلات علاجية متخصصة، ومنها مضاعفات القلب والأوعية الدموية مثل الذبحة الصدرية، النوبة القلبية، السكتة الدماغية، والاعتلال الكلوي السكري والذي قد ينتهي بالفشل الكلوي،والاعتلال العصبي السكري ومشاكل العيون والبصر والتي من الممكن أن تصل إلى فقدان البصر، وغيرها من المضاعفات الجسمانيه والنفسيه الأخرى. وأضاف د/ سعود بأن نمط الحياة لمرضى السكري يتأثر بعدة عوامل تشمل السيطرة على مستويات السكر في الدم، الأعراض الجانبية للأدوية، والمضاعفات المحتملة للمرض. ولذلك فإن التطورات الحديثة تهدف إلى تحسين هذه العوامل من خلال استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز وأنظمة مراقبة السكر بدون وخز والتي تقلل من التدخلات اليومية والشعور بالقلق المرتبط بالمراقبة المستمرة. بالإضافة إلى أناستخدام الأنسولين الذكي وأنظمة الضخ المتكاملة مع أجهزة المراقبة تحسّن من التحكم في مستويات الجلوكوز وتقلل من الأخطاء البشرية بشكل كبير مما ينعكس بشكل إيجابي على حياة مريض السكري، كما توجد الآن الأدوية الجديدة التي تعمل على تحسين حساسية الأنسولين وإدارة الوزن والتي تساعد في التحكم بالمرض وتخفيف العبء النفسي والجسدي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الجمعية الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري المقام سنويًا يوم 14 نوفمبر، وذلك للتوعية بمخاطر المرض وعرض آخر التحديثات الخاصة بمراقبة السكر من ناحية وأحدث الحلول العلاجية من ناحية أخرى. واشتمل المؤتمر على محاضرات توعوية بحضور عدد من الإعلاميين. من جانبه تطرق الدكتور فهد السبعان، استشاري السكروالغدد الصماء بمستشفى قوى الأمن بالرياض، إلى المبادئ الأساسية لعلاج مرض السكري وأوضح أنه مع تقدم العلم والتكنولوجيا، تطورت أساليب إدارة داء السكري بشكل ملحوظ، مما وفر خيارات أكثر للمرضى والمختصين للتحكم في المرض بفاعلية أكبر. ويعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات الصحية وتوفير رؤى تنبؤية يمكن أن تساعد في التحكم الشخصي والمبكر للمرض، كما شدد على أهمية استخدام المنصات الرقمية لتقديم التعليم المستمر والدعم للمرضى، بما في ذلك تطبيقات المحمول، الألعاب الصحية، ومجتمعات الدعم عبر الإنترنت. ومع التطورات الحديثة في علاج داء السكري، ظهرت مفاهيم جديدة لتسهيل إدارة الأنسولين، ومن أبرز هذه الابتكارات هو تطوير الأنسولين طويل المفعول الذي يُعطى مرة واحدة أسبوعياً. وكذلك استخدام الأدوية الحديثه مثل أشباه الببتيد المشابه للجلوكاجون النوع 1 والتي تحاكي عمل الهرمونات الطبيعية في الجسم التي تُفرز استجابةً لتناول الطعام والتي تُستخدم لعلاج داء السكري من النوع الثاني. وشدد د/ السبعان على أهمية التركيز على النظام الغذائي الشخصي، خاصة النظم الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات،والنشاط البدني المنتظم لدورهم الكبير في التحكم بالسكري، واستخدام التطبيقات التي تساعد المرضى في تتبع مستويات السكر في الدم، النظام الغذائي، النشاط البدني وحتى التحكم في مستويات التوتر، كل هذا يساهم في إدارة أفضل لداء السكري. كما أكد د/ فهد على ضرورة توعية مرضى السكري بأنهم أكثر عرضة للإصابه بالعدوى البكتيريه أو الفيروسية بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي مثل المكورات الرئوية، كوفيد-19، الفيروس المخلوي التنفسي ولكن يمكنهم حماية انفسهم بأخذ التطعيمات مثل الانفلونزا، كوفيد، والمكورات الرئوية و التطعيمات الأخرى وذلك حسب ارشادات وزارة الصحة ويمكن لمرضى السكري التوجه لأي عيادة رعاية اولية للحصول على التطعيمات وأضاف أن مرضى السكري من الأشخاص المعرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة إذا أصيبوا بعدوى كوفيد-19 فمن المهم اتباع الخطوات التالية لحماية أنفسهم: اعرف، خطط، ابدا. اعرف اذا كنت أنت أو أي شخص في مجتمعك يعاني من مرض مزمن مثل السكري. خطط بسرعة لأخذ الإجراءات اللازمة اذا كنت تعاني من أحد أعراض كوفيد- ويفضل أخذ الفحص الذاتي للمعرفة اذا تمت الإصابة بكوفيد-19، وابدأ بنشر التوعية واستشارة الطبيب، كما يجب أن تبدأ بعلاج كوفيد -19باتباع إرشادات وزارة الصحة. وأشاد الدكتور هاني الهاشمي المدير التنفيذي للإدارة الطبية بدور الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في نشر الحملات التوعوية للتوعية بمختلف الأمراض والتعريف بأحدث طرق الوقاية والعلاج. ويعتبر داء السكري ليس مجرد اضطراب في مستوى السكر بالدم، بل هو تحدي معقد يواجه مجتمعاتنا،واقتصاداتنا، ونُظُمنا الصحية. كما يُعَدُّ سببًا رئيسيًا للعديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى درجة الإعاقة أو حتى الوفاة، مثل أمراض القلب والكلى، وفقدان البصر، وأمراض الأعصاب. ومن هنا تأتي أهمية اليوم العالمي للسكري والذي يحتفل به العالم في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام وذلك بهدف تسليط الضوء على مخاطر المرض.