دبابات الاحتلال تحاصر مستشفى «القدس» الحرب في يومها ال39: الجميع بانتظار «موت محتم» في الوقت الذي جددت الطائرات الإسرائيلية، قصف مناطق مختلفة في قطاع غزة، وإحكام الاحتلال حصاره للمستشفيات في غزة، تتواصل المعارك الضارية بين المقاتلين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في عدة محاور بقطاع غزة مع دخول الحرب يومها ال38. ويشهد محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، الذي خرج عن الخدمة رسمياً، معارك ضارية، في الوقت الذي أطلق جنود الاحتلال قنابل فسفورية كثيفة جداً على محيط مستشفى القدس غرب غزة، بينما يواصل الاحتلال غاراته العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع. وأسفرت سلسلة الغارات والقصف المدفعي، الذي طال مناطق مختلفة في القطاع باستشهاد العشرات، وكذلك تسجيل عشرات الإصابات المتفاوتة، حيث طال القصف مناطق مأهولة في بلدة القرارة، وخانيونس، وبني سهيلا. إلى ذلك، يستمر نزوح مئات العائلات من سكان شمال قطاع غزة إلى الجنوب، هرباً من الغارات الإسرائيلية الشديدة على الشمال ومدينة غزة. تشير تقديرات أممية إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أدت إلى نزوح أكثر من مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة، ما تسبب بكوارث غذائية، وصحية، وبيئية. المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قال إن 11180 شهيداً منهم 4609 أطفال و3100 امرأة استشهدوا منذ بدء العدوان. خروج المستشفى عن الخدمة مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، أكد خروج المستشفى تماماً عن الخدمة، مرددًا: "المستشفى تحوّل إلى مقبرة". وأضاف: "وضع المستشفى مأساوي، نحن بلا ماء أو غذاء أو كهرباء". وأكد مدير المستشفى أن الاحتلال هو من يؤخر ويعيق دخول الوقود للمستشفى، وقال: "نريد استلام الوقود عبر المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر، وبالكميات الكافية لتشغيل المستشفى، مشيرًا إلى أن كمية الوقود التي يتحدث عنها الاحتلال لا تشغل جهازاً واحداً في المجمع الطبي". ولفت إلى أن المستشفى يحتاج إلى 8 آلاف لتر على الأقل يوميا؛ لتشغيل المستشفى والاحتلال يتحدث عن 300 لتر فقط، تبعًا لقوله. من ناحيته، قال المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى، إن ما بحوزتهم من وقود سوف ينفد خلال يوم أو يومين ما يعني الخروج التام للمستشفى عن الخدمة. وأضاف: "نجدد الاستغاثة للهيئات الدولية لسرعة إدخال الوقود إلى المستشفيات لتدارك الكارثة، بسبب التكدس نعالج المرضى على الأرض ولا نستطيع استقبال حالات جديدة من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن قصفًا متجددًا شنته قوات الاحتلال على محيط مستشفى الشفاء وساحاته، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف عددا من النازحين من مستشفى الشفاء". وتابع: هناك 3 أطفال استشهدوا بالحضانات، والعديد من المرضى بسبب توقف المولد في مشفى الشفاء، ومع مرور الوقت وفقدان الوقود سنفقد العدد الأكبر من مرضى الرعاية المركزة والرضع". وأوضح: "إذا لم يتوفر الوقود لمستشفيات جنوبغزة ستتوقف عن الخدمة بعد يومين، مشيرًا لوجود أكثر من 100 جثة في مجمع الشفاء ولم تصله أي سيارة إسعاف خلال اليومين الماضيين من جانبها، دعت منظمة أطباء بلا حدود، لوقف الهجمات على مستشفيات غزة وتوفير ممر آمن لمن يرغبون في مغادرتها، مشيرة إلى أنها فقدت الاتصال بموظفيها داخل مستشفى الشفاء". غارات وقصف متواصل لم تبرح طائرات الاحتلال سماء غزة، وواصلت صب نيرانها على منازل المواطنين لليوم ال 38 على التوالي، في حرب هي الأكثر شراسة ودموية. وأسفر قصف من طيران الاحتلال لمنزل يعود لعائلة الأغا، قرب مسجد الأمين في السطر الغربي بخانيونس عن 5 إصابات في صفوف المواطنين. وسمعت خلال الليل انفجارات ضخمة واشتباكات عنيفة في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، وبالقرب من مفترق الغزالي في حي الشيخ رضوان، واستهدفت طائرات الاحتلال محيط مسجد شهداء الأقصى في حي الصبرة، وواصلت مدفعية الاحتلال إطلاق قذائفها المدفعية على شارع الجلاء. وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات على مخيم النصيرات وسط القطاع، وقصف أهدافا في رفح ومحيط تل السلطان جنوب القطاع، وقصف مصنع للبلوك ومقبرة بني سهيلا شرقي خان يونس، وشن غارات بالقرب من مدينة حمد في خانيونس. في بلدة القرارة شمال شرق خانيونس، انتشلت طواقم الإسعاف والمواطنون مساء أمس جثماني شهيدين شقيقين من تحت أنقاض منزل لعائلة القدرة في البلدة. واستهدف قصف إسرائيلي محيط مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة، وقصف مدفعي إسرائيلي متواصل شرق خانيونس. في حين، سُجّل ارتفاع عدد الشهداء في استهداف قرب منزل لعائلة قديح في بني سهيلا شرق خانيونس إلى 5 شهداء. ومواصلة لاستهداف المساجد، قصف الجيش إسرائيلي مسجد شهداء الأقصى في الصبرة، كما استهدف صاروخ استطلاع منزلًا على شارع صلاح الدين محيط مدخل البريج. واستشهد 7 مواطنين بينهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة. كما استهدفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى القدس غرب مدينة غزة بالقنابل الفسفورية. نقل جماعي للأسرى من جهة أخرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، تواصل التصعيد من عمليات النقل الجماعية بحق الأسرى في السجون، من بينهم قيادات من الحركة الأسيرة، ومن الأسرى القدامى، رافق ذلك عمليات تنكيل بحقهم، وكان من أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يدخل بعد أيام عامه ال 44 في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت الهيئة ونادي الأسير، في بيان مشترك، أن الاحتلال نقل الأسير نائل البرغوثي (66 عاما)، مؤخرا من سجن عوفر إلى سجن جلبوع، حيث تعرض خلال نقله لعملية تنكيل، تمثلت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح. ويعد البرغوثي، أبرز الأسرى القدامى في سجون الاحتلال، حيث بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 44 عاما، منها 34 عاما أمضاها بشكل متواصل. ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن إدارة السجون وبعد السابع من أكتوبر الماضي، صعدت من عمليات النقل الجماعية بحق الأسرى سواء إلى الأقسام داخل السجن أو زنازين العزل الانفرادي، أو إلى سجون أخرى، والتي طالت المئات من بينهم أسرى مرضى، ونفذت خلال عمليات النقل اعتداءات واسعة بحقهم. وذكرت، أن الجرائم التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحق الأسرى، والتي وصلت إلى ذروتها بعد السابع من أكتوبر الماضي، عبر جملة واسعة من الإجراءات التنكيلية، التي مست كافة مقومات الحياة إلى جانب الاعتداءات الواسعة التي خلفت إصابات بين صفوفهم، تشكل امتدادا لنهج الاحتلال المتواصل منذ عقود والقائم على عملية الانتقام المستمرة بحق الأسرى، وللتأكيد فإن هذه الجرائم لم تبدأ بعد السابع من أكتوبر، وستبقى العقود التي أمضاها الأسير البرغوثي والآلاف من الأسرى شاهدا على نهج الاحتلال، وفق البيان. أب يحمل طفلته الجريحة داخل مستشفى الشفاء (د ب أ) جثث متكدسة أمام قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء (أ ف ب) صلاة الجنازة على أفراد من عائلة قديح الذين قُتلوا في خان يونس (أ ف ب) ستة أطفال خدج توفوا في قسم العناية المكثفة بسبب انقطاع الكهرباء (رويترز)