تعيش المملكة وثبات حضارية متفوقة في الكثير من المجالات ومنها الاقتصاد، ما جعله متنوعاً ومزدهراً ولا يقوم على النفط وحسب. أما الصناعة فالقفزات في المجال لا تخطئها العين فضلاً عن الإنجازات الزراعية، والثقافية، وغيرها، وهذا جعلها محل الاندهاش من جميع المتابعين لتطورها السريع والفعال. ولعل المشروعات الجاري العمل عليها خير شاهد على التفوق النوعي الذي تسير عليه المملكة. فلم تنحصر المشروعات في حيز معين، بل فاقت ذلك لتشمل المناطق كافة دون استثناء وللمناطق كافة. فنيوم في حد ذاتها تعد علامة فارقة في الحضارة الإنسانية لفرادة المشروع المتميز في نوعيته وخصائصه وحفاظه على البيئة وخروجه عن المألوف. وعلى الخطى ذاتها تسير المشروعات المتتالية العملاقة كالبحر الأحمر واستغلاله سياحياً ليكون موطناً للسياحة ليس المحلية فحسب بل العالمية أيضاً لما يتضمنه من جواهر طبيعية قل نظيرها. وتمتد المشروعات لتشمل السودة والقدية وحديقة الملك سلمان لتضفي نموذجاً بيئياً للحياة العصرية من خلال أكبر الحدائق عالمياً. وكذلك مشروع جدة التاريخي ذو البصمة التراثية الفريدة وذلك كله على سبيل المثال لا الحصر. ولا بد أن أشير إلى ما أعيشه وما تراه عيني بشكل يومي وهو مشروع بوابة الدرعية، مسقط الرأس، أحد ملامح التطور الفعال والسريع، من جعل الدرعية مزاراً سياحياً ونموذجاً للتراث الإنساني التاريخي من خلال إقامة الصروح الثقافية والتراثية والتعليمية والسياحة التي تشد الانتباه وتسترعي الملاحظة، فالدرعية هي النواة الأولى للمملكة، هذه المملكة المترامية الأطراف والأبعاد، والتي تركت تراثاً إنسانياً عظيماً يتمثل في الشعر والأدب والإبداع الإنساني. والمشروع يحافظ على هوية البلدة العريقة التراثية وما فيها من جماليات ومزايا تدل على الرقي الذوقي والإبداع الجمالي الخلاق من غير تكلف أو تزييف، محافظاً على ملامح الدرعية الهندسية والمعمارية والتي تتضح من خطط المشروع، الذي يجعلها المدينة الطينية الأكبر في العالم، ولم يكن ذلك ليكون لولا الجهود العظيمة والمخلصة التي تقوم بها الدولة. فليس غريباً أن تصبح بلدنا منارة إشعاع تنير أفق العالم الحديث، وذلك بفضل الله ثم بفضل قائد الرؤية الطموح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن العزيز -حفظه الله- الذي استطاع أن يلفت أنظار العالم من خلال الوثبات المتعددة نحو التطور والارتقاء الحضاري والإنساني، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز -أيده الله وحفظه ورعاه ومد في عمره-. إننا نعيش طفرة إنسانية خلاقة مثالية لم يسبق مثلها التاريخ، حفظ الله المملكة وحرسها من كل مكروه، ولنفخر أننا سعوديون.