ذكر السفير السعودي السابق لدى إمبراطورية اليابان الدكتور عبدالعزيز عبدالستار تركستاني، أن الدول العربية بصفة عامة ودول الخليج على وجه الخصوص، لا ينقصهم الكثير ليكونوا مثل اليابان في تقدمهم وتطورهم، إذ يتوفر لديهم مقومات كثيرة منها البترول والتقنية والتعليم والكادر البشري، مشيراً إلى أنه لا ينقصهم سوى قوة الإرادة، أما بالنسبة للمملكة "فرؤية 2030" خير دليل على الإرادة القوية التي تميزها عن غيرها، والتي نتج عنها تطورات ملحوظة ومتسارعة، ودعا العديد من الدول إلى المضي حذو اليابان في تحويل الفكرة والقوة الحربية إلى إرادة مدنية وقوة صناعية وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، بعد استهداف الأمريكان هيروشيما والتي تُعد من المدن الصناعية ونجازاكي ويوجد بها أهم ميناء لليابانيين، ما يؤكد ان الامريكيين كان تركيزهم على طوكيو وكيوتو، فكانو يبحثون عن اماكن الصناعة في اليابان لاستهدافهما بالقنبة الذرية النووية والتي أرادوا تجربتها في مدن يابانية. واستبعد السفير أن تكون اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بدأت من الصفر حيث قال لم تبدأ من الصفر بل حولت الفكرة والقوة الحربية إلى مدينة صناعية وساعدتها أمريكا في هذا الشان، مُبيناً أن نظرية الجودة في اليابان مؤسسها أمريكي ولم يجد له سوقاً في امريكا فجاء إلى اليابان لتنفيذ تلك النظرية والتي يجب أن نتميز بها كمجتمع عربي ومسلم وهي "التخصصية"، لأن الياباني متخصص لا يعمل في أكثر من دور وهو لا يمارس "الفلسفة" لذا فإنه يجيد الأمر بالتكرار وهنا مبعث تفوقه، مشيراً إلى أنه في الفترة ما بعد الحرب سافر اليابانيون إلى دول العالم وتعرفوا على بعض الصناعات، بعضها تمت سرقتها، وبعضها طوروه، وهم خلقوا شيئاً من لا شيء، وضرب مثالاً بما تم تطويره، إذ اشترى ياباني من ألمانيا "صفاية البنزين" في السيارات ب 200 دولار، وأنتج صفاية جديدة ب 50 دولار، فاضطر المصنع الألماني للإغلاق لأن هناك منتج ياباني جديد أرخص، لكن المصنع الياباني بعدها رفع السعر، واضطر الجميع الشراء بالمبلغ العالي، كما أشار ايضاً إلى أن الشركات اليابانية الصغيرة والمتوسطة، اعتمدت على الدعم الحكومي، حيث إنه كانت الدولة تدعمهم على كل جهاز يتم تصنيعه، وقال لدينا في المملكة هيئة المنشآت والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لتعزيز دورها في خدمة المجتمع المدني الصناعي والاستثماري. جاء ذلك في حوار ناقش فيه عدة مواضيع في برنامج "مخيال" الذي يبث على القناة السعودية، كل يوم جمعة الساعة الواحدة ظهراً ويقدمه الإعلامي عبدالله البندر، يستضيف شخصيات بارزة ذات سيرة حافلة بالعطاء والإنجازات.