عُرضت في الأحساء مسرحية "بحر"، المأخوذة من نص مسرحي للمؤلف عبدالرحمن المريخي بعنوان "النهام بحر"، من إخراج سلطان النّوى، وتمثيل فرقة جميعة الثقافة والفنون بالأحساء، وتدور فكرة المسرحية حول صراع الطبقية في المجتمع الواحد من خلال تجسيد علاقات الارتباط بين المرأة والرجل عامة، وبين "بحر" البطل وحبيبته "نورة" بنت النوخذة صقر خاصة في إطار تقليدي تراثي اجتماعي، ترجع للحقبة التاريخية السعودية قبل استخراج النفط وتأسيس المصانع، حيث كان اللؤلؤ مصدر رزق للبحارة الذين يعيشون قرب الخليج العربي، ولا سيّما لأهالي المنطقة الشرقية. تبدأ المشاهد بوصلة طربيّة تراثية راقصة، يرتدي الراقصون فيها الملابس التراثية الخاصة بالبحارة قبيل الإبحار(الوزرة)، تمهد هذه اللوحة الراقصة للجمهور بالحقبة التاريخية التي تحملنا إليها المسرحية، وتذكرنا بأجدادنا الذين كانوا يعانون في إيجاد لقمة العيش قبل النهضة العمرانية والنفطية. ووظفت المسرحية اللوحات الطربية والوصلات الموسيقية التراثية والرقص على الخشبة، خلال العرض المسرحي بطريقة تتناغم مع الأحداث. وقد كانت ألوان الإضاءة تساير دلالات العاطفة في العرض، فعلى سبيل المثال أتت زرقاء اللون في مشاهد البحر والحوارات بين الشخصيات أمام الشاطئ، ومن هنا أتت السينوغرافيا متضمنة فلسفة الألوان في المسرح. ولا يمكن تجاهل اللغة المحكية الحساوية التي جعلها المخرج لغة العرض المسرحي. واحتوت المسرحية على مواويل البحارة المشهورة عند أهل الشرقية عامة والأحساء خاصة أيضا.