مهما بلغت الأنفس الضعيفة في احترافيتها بالخداع أو التحايل على الناس فإنها ستواجه بالجزاء الرادع من قبل الجهات الأمنية في هذه البلاد. إن ما يقوم به أصحاب الحوادث المفتعلة من سلوك غير سوي وتصرف لا أخلاقي بعيد عن القيم الإنسانية ومخافة الله قبل كل شيء. هذه الفئة لها أسلوب غير إنساني ولا يمت لقيمنا الإسلامية النبيلة بأي صلة. هؤلاء -فئة قليلة ولله الحمد- يستخدمون السيارات الفارهة أو ذات القيمة العالية لتعمد الاصطدام بالمركبات الأخرى بمنهج لا أخلاقي، حيث يتابعون المركبات التي يرون أنها تحجب الرؤية على السائق الذي يقودها سواء من الخلف أو الأمام ثم يتعمدون صدم تلك المركبة ويقومون بالاتصال على شركات التأمين لتقييم الحادث الذي هم يرونه مكسباً لهم بطريقة غير مشروعة، حيث يقومون بالتعاون مع جهات -لا أود ذكرها- بحيث يتم تقييم الحادث وقيمة قطع الغيار ثم يحضرون القطع الجديدة ليقبضوا ثمنها ثم يعيدونها للجهة التي تم الشراء منها وإعادة القطعة القديمة للمركبة بعد إصلاحها إصلاحاً طفيفاً، وهذا هو ديدنهم. هذا ما شاهدته بعيني عندما كنت في مرور الشمال، لكني وجدت رجالاً نذروا أنفسهم لإحقاق الحق ومنع الباطل، وكشف كذب هؤلاء وزورهم. ما يقوم به رجال المرور في هذا الجانب هو سلسلة من أعمالهم المنتظمة التي تعود لخبرتهم الطويلة في هذا المجال، وكان لسعادة مدير مرور الشمال العقيد سعود العماج الدور الكبير في تنظيم ومتابعة أداء ضباط وأفراد المنظومة المتكاملة، والذين يسعون جاهدين لإحقاق الحق وإعادة الحقوق لأصحابها، حيث يوجد مكتب متخصص في مجال الحوادث المفتعلة يقوم بمتابعة تلك الحالات من خلال كاميرات الرصد الآلي أو الكاميرات الموجودة في الأماكن العامة أو في المواقف أو أمام المحلات التجارية. كل هذا التنظيم يهدف إلى كشف التلاعب من قبل ضعاف النفوس ليعلموا أن هناك عيونًا ترصد ألاعيبهم. وقد نهجت تلك الإدارة منهجاً منتظماً، بحيث يتم توزيع المهام والمسؤوليات على الضباط والأفراد كل حسب مهامه وعمله حتى يتم توجيه المراجع بشكل سلس وسريع لإنهاء المواضيع حسب الهدف المحدد، وهذا ما يسمى ب(الإدارة بالأهداف)، عندما يواجه المتحايل أو مفتعل الحادث بتلك الصور والمقاطع فإنه لا بد أن يعلم أنه وقع في مكيدته. نقلت هذه الأمانة التي شاهدتها ليعلم الجميع أن رجال الأمن في جميع قطاعات وزارة الداخلية يسعون إلى المحافظة على حقوق الجميع سواء المواطن أو المقيم أو الزائر، وقد نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم. ومهما كانت الألاعيب والحيل في أي مجال فإنها ستنكشف، (ويحق الله الحق ويبطل الباطل)، أعتقد أن مثل هؤلاء يجب ألا يترك لهم المجال مرة أخرى ليمارسوا مثل هذا العمل مع أشخاص آخرين، وأنا أثق تماماً بأن إدارات المرور في جميع مناطق المملكة حريصة كل الحرص على منع هذه الحيل بعد كشف من قاموا بها وإحالتهم إلى الجهات المختصة ليلقوا جزاءهم. ويأتي دور المواطن أولاً وأخيراً في الإبلاغ عن كل من تسول له نفسه لهذا السلوك أو من يتعاون معه من قريب أو من بعيد، وألا تأخذنا العاطفة في ذلك لمنع المساس بمقدرات بلادنا وأمنها أو حقوق الناس. وفق الله الجميع لكل خير.