قصفت المدفعية الإسرائيلية أمس الجمعة، عددا من البلدات الحدودية جنوبلبنان، بعد ليل ساخن عاشته القرى المتاخمة للخط الأزرق وغيرها من القرى والبلدات الجنوبية. وأعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف صباحا محيط بلدة الجبين في القطاع الغربي. كما استهدف أطراف بلدات القوزح وعيتا الشعب ورامية، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي المعادي فوق القرى الجنوبية الحدودية في القطاعين الغربي والأوسط. وعاشت المناطق والقرى المتاخمة للخط الأزرق وغيرها من القرى والبلدات الجنوبية ليلا ساخنا، تخلله قصف عنيف وعدد من الغارات بالطيران الحربي المعادي الذي استهدف محيط بلدتي عيتا الشعب والضهيرة وأودية محيطة ببلدات زبقين وياطر وحانين وبيت ليف، ما أدى إلى إصابة منزل في بلدة عيتا الشعب بأضرار جسيمة. ووسع الجيش الإسرائيلي أمس رقعة اعتداءاته لتتجاوز القرى المتاخمة للخط الأزرق، واستهداف مدنيين ومنازل مأهولة. ونفذت القوات الإسرائيلية مساء أمس الخميس غارتين استهدفتا وادي السلوقي، في خراج بلدة حولا الجنوبية الحدودية. وأدى القصف الإسرائيلي في وادي السلوقي إلى مقتل أربعة أشخاص، كما تعرضت أمس الخميس أطراف بلدات رميش وميس الجبل، وبليدا، وحولا، والوزاني، الحدودية الجنوبية لقصف إسرائيلي عنيف. وطال القصف الإسرائيلي للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، الأطراف الغربية لبلدة يحمر - الشقيف، في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية من دون وقوع أي إصابات. وكان عناصر "حزب الله" قد هاجموا الخميس مقرّ ثكنة "زبدين" الإسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بواسطة مسيرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات، وبالتزامن هاجم عناصر حزب الله في وقت واحد عصر أمس الخميس 19 موقعاً ونقطة عسكرية إسرائيلية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة. كما أعلنت كتائب القسام - لبنان أنها قصفت مستوطنة كريات شمونة ومحيطها في شمال إسرائيل ب12 صاروخا. واستمر إقفال الجامعات والمدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الحدودية الجنوبية، بقرار من وزير التربية اللبنانية عباس الحلبي، بسبب التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة. وشهدت القرى المتاخمة للخط الأزرق الحدودي جنوبلبنان حركة نزوح منذ بدء التوتر الأمني في الجنوب، منذ حوالي ثلاثة أسابيع، حيث نزح سكان تلك المناطق في اتجاه مناطق أكثر أمناً جنوبلبنان. وخصص عدد من المدارس في مدينة صور الجنوبية وقضائها لاستقبال النازحين، بعد توقفها عن التعليم، ويقدر عدد تلاميذها بأكثر من ألفي تلميذ لبناني وسوري. كما نزحت مئات العائلات اللبنانية إلى مناطق لبنانية أخرى في جبل لبنانوبيروت. وأعدت وحدة الكوارث جنوبلبنان أربع عيادات نقالة تجول في أماكن تواجد الجنوبيين النازحين وتؤمن التشخيص الطبي والدواء. والتحق عدد كبير من التلاميذ من أبناء العائلات اللبنانية النازحة، بالمدارس الرسمية والخاصة في مدينة صور الجنوبية وقضائها. يذكر أن المناطق الحدودية جنوبلبنان تشهد توتراً أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة لحزب الله في لبنان، كما أطلق عناصر ينتمون لبعض الفصائل الفلسطينية واللبنانية الصواريخ من جنوبلبنان في الفترة الماضية، باتجاه شمال إسرائيل. وينفّذ الجيش اللبناني منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر المنصرم، انتشارا في المناطق الحدودية الجنوبية،. ويقوم الجيش بتسيير دوريات، ويتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان، وتقوم وحدات من الجيش بتنظيم عمليات الدخول إلى المناطق الحدودية والخروج منها. من جهة أخرى طالبت بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، أمس الجمعة، في كتابين رسميين إلى كل من المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، والمقررة الخاصة لحماية حق الرأي والتعبير إيران خان، حول استهداف إسرائيل للصحفيين جنوبلبنان، بمحاسبة المرتكبين. وتناول الكتابان "قضية استشهاد الصحفي اللبناني عصام العبد الله وجرح صحفيين آخرين في اعتداءات إسرائيلية على جنوبلبنان". وأشار الكتابان "إلى ظروف هذه الجريمة النكراء وطابعها المخالف لحقوق الإنسان وبخاصة الحق في الرأي والتعبير"، مطالبةً "المسؤولين رفيعي المستوى بضرورة تسليط الأضواء عليها دوليا والعمل على محاسبة المرتكبين". ولفتا إلى أن إسرائيل كثّفت "أخيراً حصارها اللا إنساني على غزة، كما تكثّف عملياتها العسكرية في غزّة وعلى الحدود اللبنانية، تاركة وراءها سلسلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب". وأضافا "في 13 تشرين الأول / أكتوبر، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر طواقم الصحافيين في منطقة علما الشعب بجنوبلبنان، مما أدى إلى استشهاد صحفي رويترز اللبناني عصام عبد الله وإصابة زملائه: ماهر عبد اللطيف - رويترز ، ثائر زهير كاظم - رويترز، إيلي براخيا - مراسل الجزيرة، كريستينا مصطفى عاصي - مراسلة وكالة فرانس برس ،كارمن جوخدار - مراسلة الجزيرة، ديلان كولينز - وكالة فرانس برس، محمد حسن - مصور في وكالة تسنيم (الإيرانية)". وأشارا إلى أنه "تم استهداف الطواقم الإعلامية أثناء عملها في ما يعتبر مسافة آمنة من الخطوط الأمامية ومن العمليات الجارية أو المنشآت العسكرية. "لافتين إلى أن الصحفيين حرصوا" على مراعاة جميع بروتوكولات السلامة، والتي تضمنت تعريف أنفسهم بوضوح كصحفيين وارتداء السترات والخوذات الواقية". وأعلنا أن هذه التفاصيل تشير" إلى أن استهداف إسرائيل للطواقم الصحفية كان عملاً متعمداً، ويخلو من أي مبرر عسكري على الإطلاق، ويشكل استخداماً صارخاً للعنف ضد الصحفيين الذين يسعون إلى ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير من أجل الصالح العام." وقتل في 13 تشرين الأول / أكتوبر الماضي المصور الصحفي عصام عبدالله من وكالة "رويترز" وأصيب 7 صحفيين آخرين، في بلدة علما الشعب جنوبلبنان، أثناء تغطيتهم الأحداث في المنطقة، جراء قصف القوات الإسرائيلية لسيارتهم.