وطن تألق باكتمال ضيائه ما في الوجود كأرضه وسمائه الله أكرمه ... فأصبح للورى قبسا يمد يديه ملء عطائه نحن شعب يهيم في حب وطنه، مخلصا لأرضه، يفديها بكل غال ٍ ونفيس، ولا نرضى التقليل من شأنه لا من قريب ولا بعيد ولكن قد نردد عبارات ولا نتعمق في معانيها وهي تعبر عن محبتنا وإعجابنا لهذه الأرض الطيبة، تشبه إلى حدِ كبير (تأكيد المدح بما يشبه الذم) حين نبدي إعجابنا بمنظر جميل، أو تطور حضاري ونقول: (ما أجمل هذا المكان ما كأنك في السعودية) كيف يحق لنا هذا القول، وكل شبرٍ في السعودية جمال وتاريخ وحضارة وفنون وثقافات متنوعة بتنوع أراضيها وهل يعني أن السعودية أقل جمالاً وروعة من أي بلدٍ آخر؟! أم أنها أجمل من أي بلدٍ في العالم؟!! وأي جمال فيك يا الغالية السعودية !! في حبات رمالك الذهبية وواحاتك الغنية جمال، في سعف النخلة في حبة التمر ولونها الأصفر جمال، في بيتنا الطين وحاراتنا القديمة جمال، في عبق ورد الطائف ومنظر الريحان جمال، في النسمة الندية وقطرات الندى على ورق الشجر جمال، في موج البحر وشروق الشمس وغروبها جمال..... في ماضيك العريق وحاضرك المجيد جمال، في تلاحم الشعب مع القيادة محبة وجمال.... فأي جمال فيك يا أغلى الأوطان!! لا شك أننا لا نرضى باستبدال شبر من أرض السعودية بأجمل أصقاع العالم، ولا نستبدل أمة محمد عليه الصلاة والسلام بأي أمة على وجه الأرض فال تعالى: (كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس) لفت انتباهي مقابلة مع إحدى السائحات التي تزور السعودية حين قالت: (حين زرت السعودية كنت في غاية الأمان والا أضطر للنظر إلى الخلف خوفا أن يكون هناك أحد يلاحقني حتى في وقتٍ متأخر من الليل). لعل هذا يلفت انتباهنا لقيمة الأمن والأمان قد لا نشعر بقيمتها لأنها موجودة لدينا ولله الحمد، وهم يشعرون بها لأنها عندهم مفقودة ولعلهم يقولون في أي بقعةٍ من بقاع الأرض: (نحس بالأمان وكأننا في السعودية). وأخرى تقول: (القمر في السعودية نراه أقرب وأجمل من أي مكانٍ في العالم). ونحن نقول: ما أجمل المكان ما كأنك في السعودية! وكيف لنا أن نقول هذه العبارة؟ وعلى أرض السعودية سطرت آيات في تقديس هذه الأرض المباركة تهفو إليه قلوب الملايين من شتى بقاع الأرض قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدًى للعالمين). هذا البيت ليس له شبيه أو مقارن أو مثيل في العالم بأسره، أنت عزيزي في السعودية وليس من حقك أن تقول: ما كأنك في السعودية!! وهذا الكلام ليس تنظير ولا انحياز بل هو واقع ملموس يعرفه القاصي والداني، وكل فردٍ في وطننا الغالي ولو استشعرنا هذه النعم وهذه المكانة لعرفنا أننا نعيش في أقدس مكان، وأعظم قيادة، وأغلى وطن، وحق لنا أن نقول: (ما أجمل هذا الكون وكأنك في السعودية).