أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه يعمل على "تجنيب لبنان دخول الحرب"، في وقت تشهد الحدود الجنوبية منذ ثلاثة أسابيع تبادلاً للقصف بين حزب الله وإسرائيل، على وقع الحرب في غزة. وقال ميقاتي "أقوم بواجبي في ما يتعلق بتجنيب لبنان دخول الحرب"، معتبراً أن البلاد اليوم "في عين العاصفة". وأضاف "نعمل للسلم.. ونحن كحكومة قيمون على الأوضاع العامة وعلى أي تداعيات يمكن أن ننجر اليها عقب أي توتر إضافي". وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف منذ أن شنّت حركة حماس في السابع من الشهر الحالي هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر. وتشارك مجموعات عدة بينها فصائل فلسطينية بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات تسلل عبر الحدود. ويردّ الجيش الإسرائيلي على استهداف مواقعه بقصف أطراف بلدات حدودية عدة وتحرّكات مقاتلي حزب الله، ما أسفر عن مقتل 62 شخصاً، بينهم 47 من حزب الله وأربعة مدنيين ضمنهم مصور في وكالة أنباء رويترز، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل أربعة أشخاص. وقال ميقاتي "لا يمكن أن ألغي أي تصعيد (في لبنان) يمكن أن يحصل لأن ثمة سباق بين وقف إطلاق النار (في غزة) وبين التصعيد في كل المنطقة"، مبدياً خشيته من "فوضى أمنية لا في لبنان فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط" كلها في حال عدم التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. منذ بدء التصعيد عبر جنوبلبنان، تلقى ميقاتي سيلاً من الاتصالات في محاولة للتهدئة، في وقت تعمل حكومة تصريف الأعمال، المحدودة الصلاحيات، التي يترأسها على وضع خطة لإدارة الكوارث في حال تطور التصعيد جنوباً الى مواجهة واسعة، على غرار ما جرى في تموز/يوليو 2006 حين خاض حزب الله وإسرائيل حرباً مدمرة. ودفع التصعيد منذ ثلاثة أسابيع، نحو 29 ألف شخص الى النزوح، خصوصاً من جنوب البلاد، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. ويخشى كثر من تداعيات أي تصعيد في وقت أنهكت الأزمة الاقتصادية المستمرة مذن أكثر من أربعة أعوام قدرة المؤسسات العامة على تقديم الخدمات الأساسية. ويزيد الانقسام السياسي الوضع سوءاً مع عجز البرلمان عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ شغور المنصب في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2022. وعشية مرور عام على بدء الفراغ الرئاسي، قال ميقاتي "علينا انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت (...) لا يفيد الفراغ لبنان، وأعتقد أنه يجب الآن اقتناص فرصة انتخاب رئيس". الى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء أنّه شنّ غارات جوية ضدّ منشآت ومواقع في جنوبلبنان تابعة لحزب الله. وزعم الجيش في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً) إنّ "طائرات مقاتلة هاجمت بنى تحتية لمنظمة حزب الله على الأراضي اللبنانية". وأضاف أنّه "من بين البنى التحتية التي تمّت مهاجمتها، تمّ تدمير أسلحة ومواقع وأماكن يستخدمها التنظيم".