للأمن السيبراني أهمية كبيرة في حماية البيانات، وخصوصية المؤسسات والأفراد، وفي عام 2022 تبوأت المملكة المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني، الذي يهدف إلى رسم صورة عن الالتزامات في الأمن السيبراني على الصعيد الدولي، لذا كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ صفوان أكرم مدير خدمات الأمن السيبراني المدارة ب"Help AG" في المملكة، وهي ذراع الأمن السيبراني التابع ل "&e المؤسسات" والمستشار الأمني الموثوق به في المنطقة. كيف تميزون أنفسكم عن المنافسة في مجال خدمات الأمن المدارة؟ ما يميز "Help AG" هو أننا مزود يركز حصرياً على الأمن السيبراني، كما أننا جزء من شركة e& مجموعة التكنولوجيا العالمية والاستثمار الرائدة وإحدى أكبر الأسماء في المنطقة، ونستطيع الاستفادة من بنيتها التحتية ذات المستوى العالمي. كما أن شركة Help AG لديها أكثر من 200 خبير في مجال الأمن يعملون مع أكثر من 200 مهني محترف في مجال الأمن السيبراني عبر مجموعة شاملة من القدرات والخدمات، مما يمكنهم من الوصول إلى وفورات الحجم. نحن نخدم بعض أكبر العملاء في المنطقة، مما يمكننا من مراقبة عمق واتساع الهجمات وهو ما يعجز عنه كل اللاعبين الآخرين في هذا القطاع في المنطقة. يعتمد مركز العمليات الأمنية الفريد لدينا على فلسفة أن "الأكبر هو الأفضل"، إذ يمكن لعملائنا الوصول إلى أكبر مركز للدفاع السيبراني، وأكبر فريق من خبراء خدمات الأمن المدارة، إلى جانب وفرة المعلومات المتعلّقة بالتهديدات، بالإضافة إلى الخبرة من عقدين من العمل مع الأسماء التجارية الكبرى وعبر مختلف الصناعات والقطاعات. كذلك، تم تصميم خدمات الأمن المدارة لدينا لضمان تلبية المتطلبات الإقليمية من قبل الموارد المحلية داخل البلد وتقديم خدمات عالمية المستوى. هناك عامل آخر يميزنا وهو محفظتنا الشاملة، إلى جانب حقيقة أننا ندير منصة معلومات التهديدات الخاصة بنا باستخدام معلومات استخباراتية منسقة وعالية الدقة حول التهديدات. لدينا بالإضافة الى ذلك فريق التحقيقات الجنائية الرقمية وفريق الاستجابة للحوادث داخل البلد لمساعدة العملاء أثناء عمليات الاختراق - وهي قدرة تسمح لنا أيضاً ببناء محتوى للكشف عن التهديدات بناء على أحدث الهجمات. كما تميزنا الخبرات المحلية التي تقوم الشركة باستقطابها منذ سنين في مجال الأمن السيبراني، وأيضا التصميم الذي يحمي سرية البيانات لكل عميل؛ كما أننا نأكد العميل من وجود البيانات لديه في مركز البيانات بالمنظمة، وعدم تسريبها خارج المنظمة سواء داخل السعودية أو خارجها. كيف يضيف مركز عمليات الأمن السيبراني في الرياض قيمة لعملائه في المملكة؟ من خلال التزام الشركة بالقوانين والتشريعات التي تصدر سواء من هيئة الأمن السيبراني أو الجهات التشريعية في قطاع البنوك بالمملكة، وثمة تواصل دائم مع الهيئات التشريعية في المملكة. هل هناك نوع معين من الشركات والمؤسسات التي تزوّدونها بخدمات الأمن المدارة؟ يقدم المركز خدماته لجميع القطاعات سواء الحكومية أم الخاصة، وحتى الحساسة. كيف تدعم "Help AG" حملة السعودة الوطنية؟ وهل يتم توفير فرص العمل وتطوير المواهب لكلا الجنسين؟ "Help AG" تستقطب المهارات والكوادر الشابة من السعوديين والسعوديات، وتعمل على تمكينهم للانطلاق في سوق العمل متسلحين بخبرة كبيرة ونظرة شاملة على مختلف القطاعات من خلال شراكات مع جامعات سعودية كما نقدم فرصاً للطلاب ليتدربوا في مركزنا من ثلاثة إلى ستة أشهر كجزء من المتطلبات الأكاديمية، ولدينا أيضاً فرص تدريب الخريجين لنمكنهم ونهيئهم ليكونوا أكثر جاهزية لسوق العمل. لدينا حالياً ما يقارب نسبة ال50 % من المهارات والكوادر الشابة لكل جنس، والأمر يعود إلى المخرجات الأكاديمية، وليس ثمة أي تفريق بين الجنسين، فالكل متساوون في الأدوار والحقوق. تترأس حالياً إدارة فريق خدمات الأمن المدارة في مركز عمليات الأمن السيبراني في الرياض، ما الدروس التي تعلّمتها في منصبك هذا؟ الدرس الأول هو صعوبة إرضاء العميل، أولويتنا هي الحرص على سعادة ورضا عملاءنا، وأن نلبي متطلباتهم مع تجاوز توقعاتهم باستمرار. هذا يتحدانا دائماً للابتكار وتقديم خدمة عالية الجودة وسريعة ومتسقة. بالإضافة إلى ذلك، تتطور تهديدات الأمن السيبراني باستمرار، لذلك أثناء خدمة عملائنا الذين يعتمدون علينا لحماية بياناتهم، نحرص على أن خدمتنا تتطور أيضاً لاكتشاف أحدث التهديدات والبقاء في الطليعة. كما أن قيمة الأشخاص لا تقاس بمعرفتهم فقط، بل بحبهم للتعلم ولولائهم للشركة ولشغفهم. كيف يمكن لخدماتكم وحلولكم أن تدعم وتتماشى مع الأهداف المحدّدة في رؤية 2030؟ التحول الرقمي أحد أهم أهداف رؤية 2030، والأمن السيبراني يعد جزءاً لا يتجزأ من نجاح هذا التحول، فنحن ندخل من البداية في مرحلة الميزانية والكوادر والتقنيات الأولية وندمج فيها الأمن السيبراني والخدمات المدارة؛ ندخل من هذا الباب الكبير كممكن رقمي آمن منذ يوم الصفر. العام الماضي، احتلّت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، ما العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز؟ وكيف تساهم "Help AG" في المرونة الإلكترونية للمملكة؟ يعود الفضل بهذا الإنجاز إلى الجهة التشريعية التي أنشأت هيئة الأمن السيبراني عام 2018، وإصدارها التشريعات للقطاعات الحكومي أو الحساس أو القطاع الخاص؛ حيث فرضت عليها إنشاء وحدات أمن سيبراني داخلية للوصول إلى مستوى أمني عالٍ. كما أننا شهدنا على تحوّل سوق الأمن السيبراني نحو النضوج بشكلٍ مطّرد فيما تولي الشركات الأولوية للقدرة على الصمود في العالم السيبراني كركيزة أساسية للنجاح. وبحكم الخبرة الكبيرة ل"Help AG" في هذا المجال وتقديمنا لخدمات الأمن السيبراني بشكل مكتمل مع دمج الجوانب التنظيمية والتقنية بالإضافة الى أننا نراعي هذه التشريعات بشكل كامل، أصبحنا مزود الأمن الموثوق به لأكثر من جهة في المملكة. هل من الممكن إخبارنا عن عدد الشركات التي تتعامل معها "Help AG" سواء في القطاع الخاص أو العام؟ نقدم خدماتنا لأكثر من 50 جهة حكومية وأكثر من 150 شركة صغيرة ومتوسطة وكبيرة. ما خطواتكم المقبلة في المملكة؟ التوسع في المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية خاصة؛ بحكم المشاريع القائمة فيها، كمشاريع البحر الأحمر ونيوم. بالإضافة إلى التوسّع عبر الأجزاء المختلفة من الأسواق الموجودة، وتحديث سلسلة خدماتنا بشكلٍ دائم، مع الغرض الأساسي بدعم رؤية 2030. مع تحول المملكة نحو اقتصاد أكثر تركيزاً على التكنولوجيا، ما أنواع التهديدات التي تتوقّع أن تشهد ارتفاعاً؟ وكيف تستعد "Help AG" لها؟ هناك تهديدات بحكم تغير الرقمنة؛ مثل التقنيات المالية والفينتيك، وكذلك تهديدات الأتمتة، فتعدد الأجهزة الذكية يزيد من حجم التهديدات حتى على المستوى الفردي. مع تحول المملكة نحو اقتصاد يركز على التكنولوجيا، ستزداد الرقمنة، مما يوفّر مساحة أكبر للهجمات. ويتبنى المهاجمون أيضاً تقنيات جديدة لشن هجمات متطورة، ونتوقع استمرار ذلك. ولمواجهة هذا الخطر، تعمل "Help AG" بانتظام على تطوير خدماتها من خلال استخدام الأتمتة والذكاء الاصطناعي لزيادة نضج منتجاتنا. وتعد "Help AG" داعماً قوياً لأهمية مشاركة معلومات التهديدات، وسنواصل العمل مع السلطات والمنظمات لتعزيز مشاركة أحدث معلومات التهديدات. في إطار رؤية 2030، تخطط المملكة لإنشاء مجتمع رقمي، كيف تساهم "Help AG" في ضمان أمن هذا المجتمع؟ للشركة الكثير من التقارير الأمنية لنشر الوعي على مستوى الأفراد والمؤسسات، منها تقرير حالة السوق السنوي وهو الوحيد من نوعه حيث يركز حصرياً على الأمن الرقمي في الشرق الأوسط، كما ننشر تقرير ربعي حول أكبر التهديدات ونقاط الضعف في المشهد السيبراني، ويوجد أيضا تقارير نصف سنوية عن الأفراد وعن الثغرات والتهديدات على كل مواقع التواصل الاجتماعي بالمحتوى العربي والإنجليزي، ويتم نشرها لتوعية المجتمع بها، وأيضاً المشاركة في المؤتمرات والمعارض السعودية، فمثلاً اليوم "Help AG" آخذة حصة كبيرة من بلاك هات وهو من أكبر المؤتمرات المختصة بالأمن السيبراني على مستوى الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، ننشر المنشورات ومقاطع الفيديو المنتظمة حول اتجاهات وتقنيات الأمن السيبراني لتعزيز الوعي، بالإضافة إلى إرشاداتنا حول التهديدات، والتي تستخدم كجزء من جلسات بناء الوعي في مختلف المؤسسات.