تستعيد المساجد التراثية في المملكة دورها التاريخي، من خلال استثمار كافة مرافقها لتكون شاهدة على براعة الأجداد في التصميم العمراني، والتكيف مع ظروف الطبيعة، من خلال تجهيز الخلوة (القبو) الذي يستخدم شتاء، والسطح لاستخدامه في ليالي الصيف، بالإضافة إلى تجهيز الرواشن لتكون ملاذا للهدوء الذي يفضله كبار السن قبيل الصلاة وبعدها. وتركز عمليات التجديد والترميم التي تجرى في المساجد التراثية على المحافظة على كافة مرافق المسجد بشكلها التقليدي، واستخدام نفس المواد الطينية والجبسية المستخدمة عند بنائها للمرة الأولى، وهو ما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تركز على استثمار كافة إمكانيات وتاريخ الوطن، واستنطاق تاريخه العريق. ووقفت "الرياض" على أحدث عمليات الترميم التي تمت على مسجد مشرفة في روضة سدير، والذي حظي بتسجيله من قبل هيئة التراث أخيرا ضمن في سجل التراث العمراني وتصنيفه فئة (أ) ضمن المباني ذات الأهمية العالية ضمن منطقة الرياض. ويبلغ عمر المسجد أكثر من 300 عام، حيث شهد المسجد ترميما عام 1329ه، بتصميمه القديم، كما شهد ترميم من قبل الشيخ عبداللطيف بن سعود البابطين وإخوانه عام 1417 من الهجرة، إلى ترميمه حالياً من قبل الشيخ أحمد بن عبدالله السلامة. وحرص عدد من أهالي سدير على حضور أول صلاة في المسجد بعد ترميمه، وتحولت تلك اللحظة إلى تكريم للداعمين لتكوير القرية التراثية في روضة سدير، من المجتمع المحلي في منطقة سدير من قبل الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السلمان المهتم بالتراث وتنمية المدن لكافة المشاركين في ترميم وتأهيل المسجد، والذي عبر عن مشاعره الجياشة تجاه من ساهم من المجتمع المحلي في إعادة تأهيل وتطوير القرية التراثية في مدينة روضة سدير من كافة مدن سدير والذي يمثل الاعتزاز والشكر للقيادة الحكيمة والدولة المباركة التي تدعم وتشجع وتحفز كل من بخدم الوطن ويرتقي بمكوناته في كافة الأصعدة والمجالات. وقال ل"الرياض" عبدالرحمن السلمان إن إعادة ترميم مسجد مشرفة في البلدة التراثية في روضة سدير يمثل أهمية بالغة في تعزيز المسؤولية الاجتماعية والتفاعل الإيجابي ليس فقط من سكان روضة سدير بل من سدير بكافة أرجائه، معبراً عن شكره واعتزازه لذلك التبرع المهم، خاصة وأنها تمثل مساجد ليست فقط تراثية عمرانية بل تاريخية. وثمن السلمان تسجيل هيئة التراث مسجد مشرفة في روضة سدير في سجل التراث العمراني وتصنيفه ضمن الفئة (أ) واعتبار المسجد من المباني ذات الأهمية العالية الواقعة في منطقة الرياض محافظة المجمعة شمال غربي العاصمة، واعتبار المسجد من المواقع التراثية العمرانية المحمية بموجب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، لافتا النظر على الإبداع في التصميم العمراني والإنشائي لتلك المساجد القديمة وانفراد أجدادنا بعلم وفنون العمارة النجدية بل وتجاوز ذلك إلى البناء تحت الأرض وهو ما يسمى "الخلوة" ويسمى حاليا "القبو"، حيث يمتاز بالبرودة في الصيف والدفء في الشتاء، وهذه دروس ملموسة تتطلب المحافظة عليها لتقديمها لجيل الشباب وما كان عليه أجدادنا وأباؤنا من الاعتماد بعد الله عز وجل على أنفسهم والتعايش مع المواقع والإبداع والإتقان في العمل رغم صعوبة وشظف العيش في ذلك الوقت. وشدد السلمان على أهمية الالتفاف لتلك المواقع من قبل وزارات البلديات والسياحة والثقافة والإدارات ذات الاختصاص للاهتمام بتلك المواقع التراثية المهمة وذات القيمة النسبية نظير ما تملكه تلك القرى التراثية من مقومات أساسية وقائمة تتطلب فقط توجيه بوصلة الاهتمام لتلك المواقع الحيوية ومنها المزارع والنزل الريفية والديوانيات والمتاحف والمتنزهات البرية مما يعزز من مسايرة ومواكبة رؤية المملكة 2030. تكريم الداعمين خلال الحفل المقام في ديوانية البابطين في القرية التراثية