هي نوع من الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة التي تشمل تبادل الأفكار والمعلومات والفن واللغة وغيرها من جوانب الثقافة بين الدول وشعوبها من أجل تعزيز التفاهم المتبادل والغرض من الدبلوماسية الثقافية أن يطور شعب دولة أجنبية فهمًا لمُثُل الأمة ومؤسساتها، في محاولة لبناء دعم واسع للأهداف الاقتصادية والسياسية. وفي جوهرها، تكشف الدبلوماسية الثقافية عن روح الأمة، التي بدورها تخلق التأثير. وهو تأثير يعكس الطبيعة المتغيرة للقوة، والتي تدعو إلى تحويل طبيعة الإنسان لكائن مسيطر على القلوب والعقول، من خلال امتلاكه على الأدوات التي تُمكنه في التأثير على سلوك الآخرين؛ من أجل تحقيق الأهداف بطرق متعددة، ومن أهمها الثقافة وأدواتها. وكما ذكر صاحب كتاب القوة الناعمة في أن الدول العظمى برعت في استخدام القوة الناعمة أمام الدول المقابلة والمحايدة، فقد أبان هذا الكتاب عن صعوبة استخدام هذه القوة مقارنة مع القوة العسكرية والاقتصادية؛ لأنّ نجاحها يعتمد على قبول المتلقي لها، والتي قد تأخذ أعوامًا للحصول على النتائج المرجوة. لذا فالدبلوماسية الثقافية تكمن أهميتها في استخدام القوة الذكية، والتي تعني الحصول على أيّ شيء بالطريقة الطوعية الجاذبة للآخر، (وهي هنا الثقافة وأدواتها) بدلًا من اللجوء إلى القوة المباشرة الصلبة «فعندما تتمكن من جعل الآخرين يعجبون بمثُلِكَ ويُريدون ما تُريد، فإنّك لن تضطر إلى الإنفاق كثيرًا على العصي والجزرات». ومن هنا علينا نحن الملاحق الثقافية في مملكتنا المعطاءة أن نعتني بهذه القوة الناعمة وأن نزيد وعينا فيها، حتى نرفع بلدنا في كل مجالاته ونكون غراساً مثمرة لهذا الوطن المعطاء. * الملحق الثقافي في سفارة المملكة لدى مملكة ماليزيا المشرف على الملحقية الثقافية في السفارة السعودية لدى جمهورية سنغافورة