يستذكر الشباب والرياضيون السعوديون الذكرى التاسعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملكاً للمملكة العربية السعودية بشكل استثنائي كل عام في ظل القفزات الهائلة التي تشهدها الرياضة السعودية والتي لم تكن لتحدث لولا الدعم الكبير من مقامه الكريم وبإشراف وإدارة مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي قاد رياضة المملكة وقطاع الشباب بشكل عام نحو آفاق غير مسبوقة. تمثل هذه المناسبة الغالية بداية لمرحلة مختلفة وتاريخية من تمكين الشباب ومنحه نوع آخر من الثقة نحو تحقيق طموحات قيادة لا ترضى إلا بمعانقة عنان السماء والوقوف في الصفوف الأولى من الأمم، فمنذ اليوم الأول كانت الرياضة أحد أبرز وأكبر اهتمامات الملك الحازم العادل كونه يؤمن إيماناً بقيمة وأهمية تمكين قطاع الشباب والرياضة باعتباره لاعباً مؤثراً في التنمية وأن يكون أحد مفاصل اقتصاد المملكة المتنوع الذي يضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة، علاوة على أن هذا القطاع يمكن أن يشكل واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة للمملكة. يتذكر الرياضيون بفخر عندما تلمس خادم الحرمين الشريفين احتياجات الأندية الرياضية عندما تولى مقاليد الحكم، إذ قدم -حفظه الله- مبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ في الدوري الممتاز وخمسة ملايين في دوري الدرجة الأولى ومليونين لبقية الدرجات، واستفاد من هذا أكثر الدعم 170 ناديا رياضيا، وشمل هذا الدعم أندية ذوي الإعاقة وغيرها من الأندية المهتمة بفئات شبابية بعينها. وفي العام 2016 تم إطلاق المشروع الوطني التاريخي "رؤية المملكة 2030" وهي الرؤية التي يقودها قائد الشباب وصانع أمجادهم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي برهن على ثقة الملك سلمان بن عبدالعزيز بشباب وشابات الوطن وإمكانياتهم التي ستصنع مستقبلاً مشرقاً يضع المملكة في موقع يليق بها. لطالما كانت المملكة واحدة من أكثر دول العالم تمتعاً بالمقدرات والخبرات والطاقات بما فيها قدرة الشباب السعودي على تحقيق المنجزات الوطنية في كل مجال، وبمتابعة المنجزات التاريخية التي تحققت في السنوات التسع الأخيرة من عمر المملكة العربية السعودية على الصعيد الرياضي فإن أول ما يتبادر للذهن المشروع الرياضي الكبير الذي صنعه ورسمه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بعدما سجل موقفاً وحضوراً تاريخياً أنهى به حقبة من الديون الخارجية على الأندية السعودية قبل أن تشهد الرياضة السعودية بما في ذلك كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى عالمياً تحولاً هائلاً لوى أعناق المتابعين في كل أصقاع الأرض من خلال تحويل كل المسابقات الرياضية إلى منتجات تقدم الإضافة الاقتصادية وتسهم في زيادة الناتج المحلي للمملكة وبالتالي النمو الاقتصادي، ولا أدل من ذلك إلا الأرقام التي ذكرها سموه في لقائه التلفزيوني الأخير حين أكد أن الرياضة أصبحت تسهم بنسبة واحد ونصف بالمئة، وأن الهدف المرسوم هو الوصول لنسبة اثنين ونصف بالمئة من إجمالي الناتج المحلي السعودي. منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والبدء بتنفيذها وتحويلها إلى واقع، كان للرياضة والرياضيين نصيب بارز من الدعم والتحفيز وتنفيذ الخطط لتحويل الرياضة إلى صناعة حقيقة من خلال تخصيص الأندية الرياضية فضلاً عن تحويل المملكة إلى وجهة لكل رياضيي العالم في كرة القدم واليد والسيارات والدراجات والملاكمة والمصارعة واستضافتها لأهم وأشهر الأحداث العالمية، وأهمها إعلان المملكة نيتها بالترشح لاستضافة كأس العالم 2034، وكذلك فوزها بحق استضافة كأس آسيا 2027 ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا 2029. وجاء مشروع تخصيص الأندية الرياضية والذي تم إقراره هذا العام ليشكل تحولاً وسابقة تاريخية، إذ رأى المشروع الذي لطالما انتظره الرياضيون النور بعدما توفر الدعم المالي والإداري والتمكين بهمة عراب الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الذي آمن بأهمية الاستثمار الرياضي وعوائده الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، إذ تم تخصيص أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والقادسية والصقور والدرعية والعلا كمرحلة أولى على أن تتبعها مراحل أخرى ليكتمل المشروع الحلم. وكان برنامج التعاقد مع نجوم العالم انطلق الموسم الماضي بالتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وتبعه نجوم آخرون مثل الفرنسي الشهير كريم بنزيما والبرازيلي نيمار والجزائري رياض محرز وغيرهم الكثير من الأسماء العالمية اللامعة. أحداث رياضية عالمية على أرض الوطن.. ومنجزات جديدة لأبطالنا وبالنظر إلى الأحداث الرياضية، فإن سباق فورميلا إي الذي تستضيفه الدرعية سنوياً، وسباقات الفورميلا1 التي ستقام هذا العام في جدة، وكذلك استضافة رالي داكار والنجاحات الكبيرة التي حققتها المملكة وهي تحتضن هذه السباقات تعبر عن حجم الحضور السعودي العالمي، بينما كانت استضافة كأس العالم لرفع الأثقال والمؤهلة لأولمبياد باريس 2024 واحدة من الأحداث التي استضافتها المملكة مؤخراً. وبالعودة إلى أحداث كرة القدم كان السوبر الإسباني والإيطالي من أكبر الأحداث الرياضية العالمية إذ برهن السعوديون على قدرتهم الفائقة في تنظيم أحداث بهذا الحجم، ويتوازى معها من حيث الأهمية استضافة كأس العالم لليد للأندية "سوبر غلوب" الذي ستستضيفه المملكة للمرة الرابعة هذا العام بعدما نجحت من خلاله وزارة الرياضة ممثلة بوزيرها وقائدها الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في رسم صورة تليق بالمملكة أمام فرق عالمية من مختلف قارات العالم. وعلى مستوى المنتخبات الوطنية، كانت المنجزات الرياضية السعودية حاضرة، إذ تواجدت المملكة للمرة الأولى منذ عام 2006 في كأس العالم وتأهل المنتخب السعودي إلى روسيا بدعم وحضور مباشر من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وسجلت المنتخبات الكروية السعودية حضورها المعتاد كمنافس قوي في مختلف المسابقات والبطولات، وكان للمنتخب السعودي مشاركة ملفتة بعدما تغلب على الأرجنتين في مونديال 2022 وهو المنتخب العالمي الذي توج لاحقاً بكأس العالم في العام الماضي. داخلياً، ثمة تحول كبير في المسابقات الكروية السعودية. وفي هذا العام، كان للرياضة السعودية حضور جيد من خلال أبطالها في الألعاب المختلفة، إذ تفوق العداء يوسف مسرحي في سباق 400 متر في دورة الألعاب الآسيوية في هانغشتو، ومعه الفارس عبدالله الشربتلي وعبدالرحمن الراجحي في منافسات قفز الحواجز، والعداء الشاب عيسى غزواني بطل سباق 800 متر بجانب بقية الأبطال الذين حققوا الميداليات الفضية والبرونزية، في أول ظهور لمخرجات دورة الألعاب السعودية التي استحدثتها اللجنة الأولمبية السعودية بقيادة الأمير الرياضي والإداري الشغوف الأمير عبدالعزيز بن تركي. كل هذا الحراك والتفوق والمنجزات الرياضية السعودية، لم تكن لتحدث لولا همة وعزم عالٍ وقيادة مؤمنة بالشباب والرياضة وبطاقات الوطن التي لطالما كانت عند حسن ظن القيادة الرشيدة والطامحة لنقل المملكة إلى مقدمة الأمم. الأخضر هزم بطل العالم الأسطورة رونالدو في دورينا رالي دكار في السعودية