تحمل ذكرى اليوم الوطني ال93 للمملكة العربية السعودية في طياتها الكثير من فخر واعتزاز الرياضيين في المملكة الذين يستذكرون الدعم الكبير من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبدعم وتوجيه ومتابعة مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- والذي يقف بشكل مباشر على مشروع تطوير الرياضة السعودية وتحويلها إلى صناعة تسهم في تنويع قاعدة الاقتصاد وتعزيز جودة الحياة. منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 كان للرياضة نصيب مهم من برامج الرؤية ومستهدفاتها، فانطلقت الرياضة السعودية، ونهضت بشكل غير مسبوق وتحولت الألعاب الرياضية من كونها ألعاب إلى مفهوم أوسع وأشمل لا يتعلق بالممارسة وحسب، بل بالاستثمار والتسويق وتعزيز الصورة الذهنية اللامعة للمملكة على مختلف الأصعدة. قادت رؤية المملكة 2030 رياضة الوطن لتسجيل حضور بارز ونوعي على مستوى استضافة الأحداث الرياضية العالمية في مختلف الألعاب الفردية والجماعية وتواجد نجوم العالم في كل الرياضات على أرض المملكة، وفازت المملكة بحق استضافة العديد من البطولات والاستحقاقات والمناسبات الرياضية العالمية، بدءاً من سباقات فورميلا إي في الدرعية والفورميلا 1 في جدة وبطولات الملاكمة والمصارعة والدراجات واستضافة رالي داكار وكأس العالم لكرة اليد للأندية عدا عن البطولات الآسيوية والإقليمية، وأخيراً استضافة بطولة العالم لرفع الأثقال. رؤية المملكة 2030 وضعت الرياضة السعودية في واجهة الأحداث العالمية وعلى صعيد كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم، كان للمملكة حضور لافت في السنوات الخمس الأخيرة، منذ استعادت حضورها على منصة المنتخبات الأقوى عالمياً بعد أن تأهلت لكأس العالم 2018 في روسيا لأول مرة بعد غياب في مونديالي 2010 و2014، وتلا ذلك التأهل لمونديال 2022 وتقديم مستويات مميزة والفوز على بطل البطولة منتخب الأرجنتين، في حين كانت المملكة حاضرة في استضافة بطولة السوبر الإيطالي والسوبر الإسباني اللذين يضمان أقوى الفرق العالمية. واستثمرت المملكة في نادي نيوكاسل الإنجليزي، وهو الاستثمار الذي برهن على كفاءة الفكر الرياضي الاستثماري السعودي لينتقل النادي الإنجليزي العريق ويصبح واحداً من أقوى فرق الدوري الإنجليزي الذي يُعد الأقوى في العالم، وحظيت الرياضة النسائية بنصيب وافر من الدعم، إذ نجحت برامج الرؤية في تعزيز الحضور النسائي الرياضي وأصبحت منتخبات المملكة والفرق النسائية حاضرة على مختلف الأصعدة. وتهدف المملكة لمواصلة حضورها الدولي في جانب استضافة الأحداث العالمية إذ تستعد لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا في المدينة الحلم نيوم، في وقت تشهد الرياضة السعودية نمواً كبيراً في عدد الاتحادات الرياضية لمختلف الألعاب الفردية والجماعية، إذ تتزايد أعداد الاتحادات الرياضية وتفتح اللجنة الأولمبية أبوابها للمزيد من الاتحادات من خلال دعوة وتمكين المهتمين والموهوبين والموهوبات وتوفير كل احتياجاتهم وأدواتهم وأماكن التدريب وتنظيم المنافسات وتأهيل واستقطاب الكوادر التدريبية بدعم حكومي غير محدود، إذ أطلقت وزارة الرياضة استراتيجية دعم الاتحادات والتي تتمثل في دعم الاتحادات في تطوير منظومة العمل الاحترافية، ورفع عدد الممارسين في جميع الألعاب الرياضية، وزيادة مستوى شعبية الرياضات، والمنافسة في البطولات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تحفيز الاتحادات على تحقيق ميداليات دولية وأولمبية، وتعزيز فرض مساهمة الاتحادات الرياضية في الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى التشجيع على تعزيز السياحة الرياضية وإيجاد فرص للمستثمرين في المجال الرياضي. وعلى صعيد كرة القدم المحلية، كان للدعم الحكومي في السنوات الأخيرة اليد الطولى في التحول الكبير الذي تشهده كرة القدم السعودية على مستوى الأندية وارتفاع مستوى الدوري السعودي وتحوله إلى وجهة استثمارية للعديد من الكيانات التجارية الكبرى بقيادة صندوق الاستثمارات العامة، وشهد العام الحالي بداية المرحلة الأولى من تخصيص الأندية السعودية وهو الحلم الذي لطالما راود كل الرياضيين في المملكة، لتنتقل الأندية السعودية لمرحلة مختلفة تواكب التطور العالمي في صناعة كرة القدم، وأصبحت المملكة موطناً لكرة القدم بوجود نجوم عالميين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي نيمار والجزائري رياض محرز وغيرهم من نجوم الصف الأول في الكرة الأوروبية، حتى أصبح الدوري السعودي متابعاً في مختلف دول العالم وأصبح الحصول على حقوق الدوري مطمعاً لكثير من القنوات العالمية. إن هذه التحولات الكبرى في الرياضة السعودية تعبر عن نقلة كبيرة في طريقة التعامل مع الرياضة باعتبارها أحد محركات القوى الناعمة والتسويق والترويج للمملكة باعتبارها أرضاً للحضارات والتنوع الثقافي والاجتماعي والسياحي وهي التي تتمتع بتنوع جغرافي كبير يمكنها من استثمار العقول السعودية الشابة بقيادة عراب الرؤية ورجل الإرادة والإدارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي مكّن شباب وشابات المملكة ومنحهم الثقة للحضور في المشهد الرياضي العالمي والوصول بالمملكة إلى أعلى المستويات من حيث الحضور والمنجزات الرياضية والثقافية. لقد أصبحت الرياضة أحد أهم المحركات لاقتصاد المملكة، ولعبت دورها باعتبارها صناعة وساهمت في تعزيز الحراك والنمو الاقتصادي الذي ينعكس جودة الحياة والحراك المجتمعي، وأثبتت رؤية المملكة 2030 أن الشباب السعودي موضع ثقة للقيادة التي لطالما راهنت على العقول والقدرات السعودية في نقل المملكة للمكانة التي تليق بها دوماً في مختلف المجالات، وستظل ذكرى اليوم الوطني إحدى المناسبات التي يؤكد فيها الرياضيون امتنانهم للقيادة الرشيدة على جهودها ودعمها وتمكينها لأبناء الوطن في المجال الرياضي حتى تحققت هذه النجاحات التي ستتواصل بإذن الله حتى تتكلل بتحقيق طموحات قيادتنا ورؤيتها لمستقبل المملكة.