اختتم المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي، الذي استضافته المملكة في مدينة جدة، أعماله اليوم بإصدار إعلان جدة "نحو تحقيق التحول الأخضر في العالم الإسلامي"، الذي أكد على أهمية تعزيز دور الاقتصاد الأخضر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتضمن إعلان جدة توجيه الشكر إلى المملكة العربية السعودية على استضافتها للمؤتمر، إلى جانب اتخاذ إجراءات عملية لتعزيز العمل المشترك؛ بهدف مواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم الإسلامي، والتأكيد على الدور المهم للتحول الأخضر في التخفيف من آثار تغير المناخ، والحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف والكوارث وفقد التنوع الأحيائي، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الحضرية المستدامة. كما أكد الإعلان على الالتزام بتنفيذ قرارات المؤتمر، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية في الدول الأعضاء والإدارة العامة لمنظمة الإيسيسكو، بالإضافة إلى المنظمات الدولية والإقليمية المعنية، وجدّد الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات والبروتكولات البيئية، وفق إمكانيات وظروف كل دولة، وتعزيز القدرة على التكيف مع آثار التحديات البيئية الرئيسة. وأشاد الإعلان بمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، منوّهًا بالرؤية الاستراتيجية الثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ في تحقيق التحول الأخضر وبناء مستقبلٍ أكثر استدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مع التأكيد على الالتزام بدعم المبادرتين الرائدتين والمساهمة في إنجاحهما والتعريف بهما. واستنكر إعلان جدة بشدة ما يدور من أحداث مأساوية يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة ومحيطه، وأدان التصعيد العسكري وسقوط الضحايا من المدنيين وتدمير البيئة ومقومات الحياة، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والتحرك السريع لوقف سقوط المزيد من الضحايا وحدوث كارثة إنسانية وبيئية وصحية في القطاع. وأكد إعلان جدة على بذل المزيد من الجهود المشتركة للتخفيف من الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للكوارث الطبيعية، من خلال تطوير خطط استباقية للتعامل معها؛ تشمل أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز قدرة البنية التحتية، كما أقر اتباع نهجٍ متكامل للتخطيط والإدارة الحضرية، من خلال دعم التنمية الحضرية الذكية والمستدامة، بالإضافة إلى تطوير الخطط وتنفيذ المشاريع والبرامج المناسبة؛ للحد من تدهور الأراضي، وآثار التغير المناخي والجفاف، والعواصف الغبارية والرملية، وفقد التنوع الأحيائي، إلى جانب تعزيز دور النظم البيئية، كما أوصى الإعلان بتعزيز التنسيق والتعاون وتوحيد المواقف في المحافل الدولية، إضافةً إلى تقوية التعاون والشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف، بين جميع الجهات المعنية؛ لتحقيق أهداف المؤتمر ، مع التركيز على الابتكارات التقنية ونقل التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة. وجدّد الإعلان الالتزام باتخاذ تدابير طموحة لمواجهة التحديات البيئية في العالم الإسلامي؛ لا سيما التحول الأخضر، والتنمية الحضرية الذكية، ودعوة جميع الجهات المعنية للانضمام إلى هذا الجهد؛ لتوسعة الشراكات، كما دعا الإعلان الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية إلى المشاركة في مؤتمر الأطراف (28) للاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، والدورة (16) لمؤتمر اتفاقية مكافحة التصحر، إلى جانب الاحتفال بيوم البيئة العالمي، واللذان ستستضيفهما المملكة العربية السعودية في عام 2024م. كما رحب الإعلان بنتائج الدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ الني عُقدت في جمهورية مصر العربية، في نوفمبر 2022م، وفي مقدمتها الاتفاق على برنامج عمل الانتقال العادل وآليات تمويل الخسائر والأضرار بما في ذلك إنشاء صندوق لهذا الغرض. كما أكد على الترحيب ودعم المبادرة الأردنية "مُترابطَة - المناخ اللاجئين"؛ الهادفة إلى تقوية مَنَعة الدول التي تعاني من الآثار السلبية للتغير المناخي وتستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين، وذلك من خلال زيادة الدعم الفني والمالي لها. ودعا الإعلان رئاسة المؤتمر والإيسسكو، إلى إعداد تقرير عن مدى التقدم المُحرز في تنفيذ مضامينه، وتقديمه إلى المؤتمر العاشر، كما دعا الدول الأعضاء والمنظمات الدولية المعنية، إلى التعاون مع رئاسة المؤتمر والإيسسكو ، وتقديم الدعم والمساندة لهما؛ من أجل تنفيذ هذا الإعلان. عقب ذلك، رفع المشاركون في المؤتمر برقيتي شكر وامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، على دعمهما الكبير والمستمر للمبادرات التنموية الرائدة، من أجل تحقيق التحول الأخضر، والوصول إلى مستقبلٍ أكثر استدامة، في المملكة وفي جميع دول العالم الإسلامي. وفي كلمته الختامية، أشاد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، بروح المسؤولية والتعاون التي سادت نقاشات المؤتمر، مؤكدًا أن المنظمة ستلتزم بتنفيذ ما تم إقراره من برامج ومشاريع ورؤى، وأنها أخذت بجميع الملاحظات التي وردت إليها بخصوص إعلان جدة. وكان المؤتمر الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، قد رحب خلال جلسات العمل بالوثائق والمشاريع التي تم عرضها من جانب الإدارة العامة لمنظمة الإيسيسكو، بالإضافة إلى تقرير الاجتماع السادس للمكتب التنفيذي للبيئة في العالم الإسلامي، وقدّم الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر العديد من الأفكار والتجارب التي تصب في حماية البيئة والتحول الأخضر.