لاشك أن المفردة الشعبية تكون في الغالب صعبة في تركيبتها ونطقها بالشكل الصحيح لاسيما القصيدة النبطية والتي تحتاج لفهم للمصطلح المحلي والمناطقي لكل منطقة، وقد وقع العديد من الفنانين بأخطاء كبيرة وذلك من خلال النطق للمفردة، بل ممن وقعوا بتلك الأخطاء فنانين كبار فعلى سبيل المثال لا الحصر الفنان محمد عبدة في عدة نصوص لعل أبرزها قصيدة الشاعر محمد الأحمد السديري (يقول من عدى) حيث وقع في خطأ لفظي كبير وقال (حسناك يامنشي حقوق الخَيَالي) فيصبح المعنى هو (الخيال) أي خيال الشخص وهذا ماكان يعتقده محمد عبده، بينما اللفظ الصحيح هو (حسناك يامنشي حقوق الخياِلي) وماكان يقصده الشاعر هو الخيَال (السحاب). كذلك الفنان عبدالكريم عبدالقادر رحمة الله في أغنية (أقول في نفسي) حيث نطقها (متى بأشوفك تكمل أفراح عيدي) بينما الشاعر الأمير سعود بن بندر كان كاتب النص (متى بشوفك تكمل أفراح عيدي). أما الفنان راشد الماجد فوقع بخطأ كبير بأغنية (لي بنت عم) حيث أدى عجز البيت (مادنست يوم النساء يدْنسنِي) بسكون (الدال) وكسر (النون) بينما اللفظ الصحيح (مادنست يوم النساء يدَنسنّي) بفتح (الدال) وتشديد (النون). كذلك الفنان راشد الفارس قدم نص للشاعر الراحل مساعد الرشيدي بعنوان (الراعبية) وقال الشاعر بأحد أبياته: ماورى رِيع الطعون الا الكسافة كل ماذبه واشيل السامرية والشاعر هنا يقصد ب(رِيع) بكسر (الراء) الأرض المنخفضة بين جبلين مرتفعين وهو بالعادة يكون طريقا يختصر المسافة للرُحل، بينما نطقها راشد الفارس (رَيع) بفتح (الراء) ويتضح من ذلك أن الفنان فهمها بمعنى مردود وهذا تحريف للمعنى الحقيقي للبيت. يتضح من خلال تلك الأخطاء البسيطة ولكنها مؤثرة وتغيّر كامل المعنى الحقيقي، بأن تشّرب الفنان للنص وإلمامه به وفهمه الحقيقي قبل أن يغنيه مسألة مهمة، لذلك فإن ثقافة الفنان وإدراكه ركيزة أساسية، لذا فنان البيئة هو من يستطيع فهم شاعر تلك البيئة ونطق المفردة الشعبية والقصيدة النبطية كما ينبغي بالشكل الصحيح. محمد عبده سعود بن بندر مساعد الرشيدي راشد الماجد راشد الفارس عبدالكريم عبدالقادر