بين حين وآخر نشاهد هجومًا ممنهجًا يقوده منتسبون للوسط الرياضي من أجل توجيه دفة الإعلام نحو موضوع معين، وفي الغالب لا يحدث ذلك إلا بوجود أزمة داخل أروقة ناديهم المفضل، من أجل التغطية عن الأزمة المنتظرة داخل النادي، مما يجعلهم يصرفون أنظار الشارع الرياضي نحو قضية يختلقونها من لا شيء، هدفها ذر الرماد في العيون عن المعضلة الأساسية، وهذا ما يحدث فعلياً في الساحة الرياضية هذه الأيام من توجيه الهجوم المباشر على قضية لم تكن موجودة في الأساس، بل ضخموها وجعلوا منها قضية العصر، بأن لاعب نادي الهلال علي البليهي حصل على أربع بطاقات صفراء ومشاركته أمام فريق الأخدود لم تكن نظامية لتراكم البطاقات الصفراء عليه، وبهذه الحالة يكون احتجاج الأخدود صحيحاً وتسحب نقاط المباراة من الهلال الفائز، وتحول النتيجة لصالح الأخدود بفوز بالاحتجاج 3 - 0 وهذا أمر عار من الصحة، ولم يفت على إدارة محترفة كإدارة نادي الهلال والتي بدورها اتخذت الإجراء النظامي واستفسرت عن هذا الأمر من رابطة دوري المحترفين للتأكد من صحة البطاقة التي دونها الموقع على علي البليهي بمباراة الفيحاء بالخطأ، وأتى الرد عليهم أن البليهي لم يكن عليه سوى ثلاث بطاقات صفراء، وأن احتجاج الأخدود رُفض من قبل لجنة الانضباط والأخلاق لعدم صحته. وهذا أمر قد انتهى بشكل نظامي من قبل الجهات المعنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكنه لم ينته عند منسوبي البعض، ما جعلهم يشاركون بكل وسيلة متاحة من خلال البرامج الفضائية ومساحات منصة التواصل الاجتماعي (x)، وحتى من خلال التغريدات بنفس المنصة وهذا أمر اعتادوا عليه ليس طرح الموضوع وحسب، ولو كان كذلك فهو أمر صحي تداول أي قضية وطرحها بشكل لائق أمام المتلقي، بل إنهم أصبحوا يطالبون ويشككون بعمل لجان اتحاد القدم، وأنهم ليسوا أهلاً للأمانة بعملهم داخل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم والبعض منهم قلبها لأمور شخصية وتصفية حسابات مع بعض أسماء منسوبي لجان اتحاد القدم الذين جميعهم جاؤوا من الوسط الرياضي، وأصحاب ميول ولكننا نربأ بهم بأن يكون لميولهم سيطرة على ذممهم باتخاذ القرارات فكل هذه الحملات التي ملأت جميع المنابر الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي كون الهلال عاد لمكانه الطبيعي في صدارة الدوري، فإذا عرف السبب بطل العجب. فكلنا أمل بالاتحاد السعودي للإعلام الرياضي وهيئة التنظيم الإعلامي، وكذلك هيئة الإعلام المرئي والمسموع لوضع حد لتلك الممارسات التي تشوه جمال الدوري ومنافساته، التي أصبحت هذا الموسم بشكل مختلف عن السابق كون الدوري السعودي يتابع من أصقاع العالم، وأخباره تتداول وتترجم لجميع لغات العالم، فقد صرفت مئات الملايين لتظهر منافساتنا المحلية بنكهة عالمية.