كُن ذكياً في علاقاتك تكن بخير، فالحذر من الخذلان طريق بأن يجعلك قوياً وسعيداً ومستمتعاً في حياتك. فلا ترفع سقف التوقع فيمن حولك، ولا ترفع درجة توقّعاتك بأمور الحياة كلها، لا يفهم من كلماتي النظرة السوداويّة ولا التشاؤم، ولكن الاستغناء عن بعض العلاقات والتعاملات تنجيك من الخِذلان، ومع نفسك أيضاً قد تخذل نفسك، لأنّك تركتها تركضُ خلف شهواتها وتقصيرك وسقفك المخملي بالتفكير، نتائج ذلك من إهمالك حتّى انطفأت شعلة السعادة والراحة في حياتك، أو لأنّك رسمتَ أحلاماً لم تسعَ لها كما يجب أن تكون واقعية بحياتك. يعتبر الشعور والإحساس بالخذلان من أصعب المشاعر والأحاسيس والأوقات والأدوار التي قد يعايشها الإنسان في خذلانه، ويمكننا وصف ذلك الشعور، بالأمر المحزن المميت للروح الحسي والمعنوي في الخذلان، لأنك تضطر لأن تتعايش وتتعامل وتبتسم وقلبك يموت من الحزن. الخذلان شعور ثقيل للغاية على القلب يجعلنا نشعر بأن الروح في داخلنا تحترق وأن طاقتنا تستنزف، وأن الحياة بطيئة جدًا ومملة، وأن الثقة معدومة. وللشعر مكان بقلوبنا عند الشعور بالخذلان قائلاً: يا صدمتي في أكثر أحبابي.. ويا خيبة ظنوني يا ضيق صدري.. لا ذكرت أنّي عليهم ما كذبْت يا طعنةٍ خلتني أنسى من سبايبها.. طعوني يا جرح ماله طبّ حتى لو أقول: اليوم طبْت البارحه والله يكون بعون أحاسيسي.. وعوني أحاول أهرب من عمايلهم ولكن ما هربْت ومن أجمل أبيات شعر عن الخذلان بالفصحى، وهي: كم من صديق باللسان وحينما.. تحتاجه قد لا يقوم بواجب إن جئت تطلب منه عونًا.. لم تجد إلا اعتذاراً بعد رفع الحواجب والصحب حولك يظهرون بأنهم.. الأوفياء لأجل نيل مآرب فنصيحتي لا تعطي الأشياء أكبر من حجمها ولا من قيمتها، فليس كل ما يلمع ألماس، فالسعداء بحياتهم هم من يخوضون معارك الحياة بواقعية ومنطق، فالحياة لا تنتهي مع خيبة أمل يمكن أن نعيشَها، يكفي أن ندعس عليها بأقصى نضج نملكه ونضحك على خيباتنا، بل ونخيّب ظن من خذلونا، فلا شيء أقوى من قلوب تجرّعت مرارة الخيبات لأنّها تعلّقت بربّها فطوبى لها. طرق للتخلص من حالة الخذلان التي تعشينها قدم حاجتك لله ثم امض في سبيلك، حاول أن تجد الحلول للمواقف التي تنظر إليها بأن المشكلة بنفسك قبل الاستعانة بالآخرين، وحافظ على هدوئك وتوازن تفكيرك، ولا تنتظر من الآخرين تعاطفهم لتبكي بين أيديهم. فلا يكن للخذلان مسكن في حياتك.