الحب هو عاطفة قوية يمكن أن تجعلنا نشعر بأننا أحياء، ولا نقهر، وضعفاء في آن واحد، يقال إن الحب لغة عالمية لا تعرف حدودًا، ولكن في بعض الأحيان قد يكون من الصعب ترجمة تلك اللغة، غالبًا ما نندفع بقلوبنا وأرواحنا على شخص ما على أمل أن يبادلنا مشاعرنا ورغباتنا ولكن سريعاً ما نحبط عندما لا يبادلنا نفس المشاعر أو ينسحب من العلاقة فجأة، وهنا نعيش تجربة مؤلمة وصعبة.. ونبدأ لنعيش حالة من الخوف من الرفض، والرفض الرومانسي هو أحد أكثر أنواع الرفض إيلامًا، إنه يمس حرفيًا جوهر هويتنا ومدى جاذبيتنا لأنفسنا، ولا أحد مستثنى من ذلك، فقد وجد تقرير أن أكثر من 60 بالمائة من الرجال يخشون الرفض، خاصة فيما يتعلق بأعمارهم ومظهرهم. اليوم عندما نعيش أو نفكر في حالة الرفض يفضل أن نتذكر أن الشخص الذي رفضنا هو في الحقيقة رفض جانبًا واحدًا فقط منا.. لقد رفض الشيء الذي لا يتناسب مع احتياجاته ورغباته هو ولم يعطِ نفسه المزيد من اكتشاف أعماقنا والإيجابيات والإمكانات التي نتمتع بها، ولم يتمكن رؤية ما يحفزك وما الذي يجعلك تبتسم، وما الذي يجعل الدموع تسيل على وجهك. اليوم يمكن أن يؤدي تدني احترام الذات والصدمات الماضية إلى إطالة معاناة الرفض الرومانسي، فأولئك الذين لديهم بالفعل تدني احترام الذات ويحملون مخزونًا مخفيًا من صدمات الطفولة يمكن أن يجدوا أنفسهم خارجين عن المسار لعدة أشهر، وفي بعض الحالات سنوات، وعلينا أن نفكر أنه في هذا العالم ليس الجميع متوافقون، وهذا الرفض لا يحدد هويتنا، ولا يجعلنا أقل، فنحن في الحقيقة لم نخسر علاقة مسمومة بل كسبنا أنفسنا، ولا يفترض أن تستمر لأنها في آخر المطاف لن تنجح، فبعض الأشياء أو العلاقات ليست لنا ويجب أن لا نطاردها لأننا سنغلق أمام أنفسنا ما هو أفضل. اليوم من أوائل الأفكار التي تخطر في بالنا عند الرفض هي الأفكار السلبية تجاه أنفسنا، حيث نبدأ بجلد ذاتنا ونوصم أنفسنا بصفات ليست فينا، ونطرح المزيد من الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها، وندخل في دائرة مغلقة من الشعور بالوحدة وعدم الشعور بالأمان، ونربط الرفض بأننا أقل قيمة أو لم نكن جميلين بما فيه الكفاية، أو لأننا نعاني من السمنة وزيادة الوزن، أو لأن شخصيتنا ضعيفة.. إلخ من العبارات والتفسيرات السلبية والخاطئة عن أنفسنا. اليوم من الجيد تمامًا (والصحي) أن نشعر بالإحباط بعد الرفض أو الانفصال، ونأخذ وقتًا للشفاء ولعق الجراح، لذا عندما يرفضك شخص ما، فإن ذلك لا يوفر لك وقتاً ثميناً فحسب، بل إن الكون يرشدك أيضاً نحو شركاء محتملين يستحقونك ووقتك وحبك وهكذا يكون الرفض مجزيًا.. وعندما ينفصل شخص ما عنك أو يقول لا لمواصلة العلاقة، فليس بالضرورة أن تكون أنت كشخص يتم رفضه، بل العلاقة هي التي يتم رفضها. لذا علينا أيضًا أن ندرك أن الرفض ليس شخصيًا تمامًا، فهو غالبًا ما يعكس الاحتياجات أو الرغبات الأساسية التي لا يتم تلبيتها في إطار ديناميكية متبادلة. اليوم بدلاً من التركيز على ما قد يكون خطأ فيك حيث لا يوجد شيء خاطئ فيك ولكن هذا هو ما نميل إلى الذهاب إليه.. يتم التركيز على ما يمكنك تعلمه من الشخص أو التجربة، هل هناك أي أشياء فاتتك في العلاقة؟ ومن خلال التفكير بهذه الطريقة، فإنك تتطلع إلى تحسين تجاربك بدلاً من جلد ذاتك وأنك شخص فاشل.