الشعور بالذنب عبارة عن مشاعر كره للذات مثل مشاعر الخزي، أو الإحراج، أو الكبرياء وتوصف بأنها عاطفة ذات وعي ذاتي، تنطوي على التفكير في الذات وقد يشعر الناس على الأفعال التي ارتكبوها أو يعتقدون أنهم ارتكبوها، أو الفشل في القيام بشيء كان ينبغي عليهم فعله، أو الأفكار التي يعتقدون أنها خاطئة من الناحية الأخلاقية. اليوم هل هناك فرق بين الشعور بالذنب والشعور بالعار؟ نعم، هناك فرق، فالشعور بالعار والشعور بالذنب مفهومان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما في حين تعريف كل منها يتم بطرق مختلفة، فإن الشعور بالذنب يرتبط عادةً ببعض الأذى المحدد الحقيقي أو المتصور، والعار ينطوي على مشاعر سلبية تجاه الذات بشكل عام، والشعور بالذنب المفرط يمكن أن يكون سمة من سمات بعض أشكال المرض العقلي، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والميل إلى الشعور بالخجل وله ارتباط أيضًا بالاكتئاب والقلق وأعراض نفسية أخرى. وقد تؤدي عوامل مثل وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بخصائص المرء أيضًا إلى زيادة احتمالية الشعور بالخزي. اليوم الشعور بالذنب بعد ارتكاب جريمة أمر طبيعي ويمكن معالجته غالبًا من خلال الاعتذار واتخاذ خطوات للتعويض عن أي ألم أو إهانة حدثت، ولكن عندما يشعر الكثيرون بالذنب الذي لا يتناسب مع الضرر الذي تسببوا فيه، أو المبالغة في الشعور بالذنب عن أي سلوك أو تفكير ففي مثل هذه الحالات قد يكون من الضروري التفكير في أسباب شعور المرء بالذنب فربما في محادثة مع مستشار أو معالج قد يكون ذلك ناتجا عن حالة نفسية كامنة تحتاج إلى نوع من التدخل المناسب لها ومن ناحية أخرى فعلى الرغم من أن مشاعر الذنب المنتشرة ليست بالضرورة علامة على وجود حالة صحية نفسية كامنة، إلا أنها يمكن أن تكون كذلك حيث تشمل المعايير المستخدمة على نطاق واسع الشعور المنتظم «بالذنب المفرط أو غير المناسب» من بين أعراض الاضطراب الاكتئابي والاضطراب ثنائي القطب، ويلعب الشعور بالذنب دورًا في الاضطرابات الأخرى أيضًا وقد يكون الشعور بالذنب مرتبطًا بالتفكير المتكرر في إخفاقات طفيفة أو ينبع من أشياء ليست في الواقع، وقد يشعر شخص ما بذنب لأنه نجا من كارثة أو مرض وبائي على الرغم من عدم تحمله أي مسؤولية عن الظروف التي أضرت بالآخرين وقد يشعر الأشخاص المصابون بأنواع معينة من الأمراض العقلية بالذنب غير المبرر كجزء من حالتهم مثل الشعور بالذنب بسبب الأفكار المتطفلة «السيئة»، في حالة اضطراب الوسواس القهري. اليوم عندما ينبع الشعور بالذنب من شيء فعلته لشخص ما فإن الاعتذار والسعي لتجنب تكرار سلوكك هو أحد الطرق المناسبة التي تساعد في مسامحة الذات، ولكن عندما يكون الشعور بالذنب مفرطا أو مبالغا فيه فإن هذا الشعور يمكن أن يكون جانبًا من بعض حالات الصحة النفسية، ويمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في معالجة الشعور بالذنب الشديد.