يكثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، في المقابل شنت المقاومة ضربات صاروخية على مناطق مختلفة من إسرائيل، وخاصة في "غلاف غزة" عسقلان. وبلغ عدد الشهداء في اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي 1055 فلسطينياً، بينهم 260 طفلاً و230 سيدةً، إضافة إلى إصابة 5184 مواطناً بجراح مختلفة، فيما وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1200 إضافة إلى نحو ثلاثة آلاف جريح. ويعيش قرابة 2.3 مليون فلسطيني كارثة إنسانية في ظل العدوان المتواصل على القطاع، والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، وحرمانهم أبسط مقاومات الحياة ومنع الكهرباء والمياه والمعدات الطبية والصحية والأدوية عن القطاع. ونزح سكان غربي مدينة غزة، فجر أمس، من منازلهم جراء تعرض المنطقة لقصف إسرائيلي عنيف. وشرع سكان الأحياء الغربية من المدينة بالنزوح من مساكنهم لوسط المدنية تحت قصف الطيران الإسرائيلي. ولوحظ أن عائلات بأكملها تغادر تلك الأحياء في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية التي لا تتوقف. وأعلنت "الأونروا" في بيان مقتضب، نزوح حوالي 250 ألف فلسطيني داخل غزة، أغلبهم في مدارس الوكالة ويعيشون ظروفاً حياتية صعبة من ماء ودواء وغذاء. ووسط النزوح وتدمير الاحتلال مشاريع البنى التحتية والمدنية وحرمان غزة من الوقود والكهرباء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن شركة توليد الكهرباء مهددة بالتوقف خلال ساعات جراء نفاد الوقود. ووجه المكتب الإعلامي نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية، بضرورة التحرك السريع لإيقاف هذه "الجريمة ضد الإنسانية"، وفق تعبيره. الأطفال يدفعون الثمن وقد شهدت مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، مواجهات مع قوات الاحتلال التي قمعت مسيرات مساندة لقطاع غزة ومنددة بالحرب التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع. وقد شهدت مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين الليلة الماضية وفجر الأربعاء، مواجهات مع قوات الاحتلال التي قمعت مسيرات مساندة لقطاع غزة ومنددة بالحرب التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع. وانطلقت مسيرات جماهيرية وشعبية واسعة في الضفة والقدس، تضامناً مع قطاع غزة، وتخلل المسيرات الواسعة، والتي توجهت إلى عدة نقاط تماس وحواجز عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، وشهدت مواجهات عنيفة أسفرت عن عدة إصابات بالرصاص وحالات اختناق بالغاز. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال قرب حاجز "حوارة" العسكري جنوبي مدينة نابلس، أسفرت عن إصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي في منطقة الظهر، والعشرات بحالات اختناق، وفق ما أفادت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني". ودارت اشتباكات مسلحة وإطلاق نار، تزامناً مع انفجار سمع عقب دخول جرافة للاحتلال وقوة عسكرية منطقة شارع القدس باتجاه مخيم بلاطة للاجئين شرقي مدينة نابلس. وفي قلقيلية، اندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال على المدخل الشمالي للمدينة، عقب مسيرة تضامنية نصرة لقطاع غزة والمقاومة فيها، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي. واندلعت مواجهات في بلدة العيسوية، مع جيش الاحتلال، عقب مسيرة دعم وتضامن مع قطاع غزة وأهله. وأفاد شهود عيان أن شباناً استهدفوا حاجز مخيم شعفاط العسكري بالزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية، تزامنا مع اقتراب مسيرة حاشدة انطلقت من المخيم باتجاه الحاجز، قضاء القدسالمحتلة. وأطلق مسلحون النار تجاه معسكر "عناتوت" التابع لجيش الاحتلال والمقامة على أراض فلسطينية في بلدة عناتا، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال البلدة. وسمع دوي إطلاق نار كثيف سمع بالقرب من "بوابة نتساني عوز" العسكرية في طولكرم، تزامناً مع اقتراب مسيرة سيارات فلسطينية للمنطقة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعة من المسلحين وقوات الاحتلال على حاجز "الجلمة" العسكري قرب مدينة جنين. وقال شهود عيان، إن اشتباكات مسلحة اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة طوباس فجر الأربعاء. وأصيب سبعة فلسطينيين برصاص الاحتلال الحي خلال مواجهات اندلعت في ساعات متأخرة من الليل، في نقاط عدة بمحافظتي الخليل وبيت لحم، دعماً لمعركة طوفان الأقصى. واندلعت مواجهات واشتباكات عنيفة في بلدة بيت أمر عقب تشييع جثماني الشهيدين منتصر عوض وأحمد عوض، أسفرت عن إصابة أربعة شبان بالرصاص الحي، إصابتين منها في الصدر والظهر وصفتا بالخطيرتين. ليلة عصيبة وأفاد الناشط في المقاومة الشعبية يوسف أبو ماريا، بأن قوات الاحتلال أغلقت مدخل البلدة وسط تواجد مكثف للجنود، وحولت عدداً من المنازل في المنطقة إلى ثكنات عسكرية. وقال إن "مخابرات الاحتلال هاتفت الأهالي في بلدة بيت أمر وهددوهم بقتل المزيد من أبنائهم"، موضحاً أن قائد المخابرات المسؤول عن منطقة بيت أمر أبلغ الأهالي بتجهيز ثلاجات الموتى لأبنائهم وتوعد بقتل كل من يصل إلى مدخل البلدة". وعلى مدخل بلدة يطا الشمالي، اندلعت مواجهات أسفر عن إصابة شاب بالرصاص الحي في البطن جرى نقله إلى مستشفى يطا الحكومي، فيما اندلعت مواجهات في مخيم العروب شمالاً وبلدة دورا جنوباً أغلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق. وأطلق مسلحون النار تجاه مستوطنة "كريات أربع"، المقامة على أراضي مدينة الخليل قرب المسجد الإبراهيمي الشريف. وفي مدينة بيت لحم، اندلعت مواجهات على مدخل المدينة الشمالي، وفي بلدتي الخضر وحوسان، أسفرت عن إصابة شاب بالرصاص الحي في الرأس وصفت حالته بالخطرة، وطفل برصاصة في القدم، وآخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق. مسيرات تجاه إسرائيل نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، مشاهد فيديو لإطلاق مسيرات انتحارية تجاه إسرائيل. وأظهر مقطع الفيديو إطلاق عدد من الطائرات المسيرات تجاه ما قالت القسام إنه الأهداف المعادية، في إطار معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حماس ضد إسرائيل منذ يوم السبت الماضي . كما عرضت القسام مشاهد مصورة لاقتحام مقاتليها موقع "عين هبشور" العسكري للجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة وقتل وأسر عدد من الجنود. من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه هاجم أكثر من ألفين و600 هدف في قطاع غزة، منذ بدء جولة القتال الحالية مع حركة حماس. وذكر الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي، في بيان، أنه يتم شن "عمليات هجومية في قطاع غزة لم يسبق لها مثيل". وقال ادرعي "نحن نقصف مناطق جغرافية شاملة يعمل منها الإرهاب بشكل مكثف: بيت حانون وحي الرمال، وحي الفرقان وغيرها من المناطق". وأضاف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن "هناك أولوية عسكرية واضحة باستهداف قادة حماس في قطاع غزة". وأعلن عن وجود "مئات الجثث لمقاتلي حماس في منطقة السياج مع قطاع غزة حيث استهدفتهم طائرات ودبابات الجيش"، مشيرا إلى وجود ألف جثة للمقاتلين. وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني وافق مساء يوم السبت الماضي على حالة الحرب على قطاع غزة، وبدء عمليات عسكرية واسعة ردًا على إطلاق حماس هجوم "طوفان الأقصى" الذي أدى إلى قتل أكثر من ألف إسرائيلي وأسر العشرات. ومنذ ذلك الوقت نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية، التي استهدفت أحياءً سكنية ومباني متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 950 وأكثر من خمسة آلاف مصاب.