شهدت العديد من المدن الفلسطينية اليوم مظاهرات حاشدة للتنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. ووقعت مواجهات واشتباكات بين المتظاهرين وجنود الاحتلال الذين قبضوا على عدد من الشباب الفلسطيني وأصابوا عددا آخر. ففي بيت لحم انطلق عشرات الشبان بتظاهرة تجاه منطقة “قبة راحيل” المدخل الشمالي لبيت لحم، وأطلقت عشرات قنابل الغاز على الشباب وتم رشهم بمياه الصرف من قبل جنود الاحتلال. ورفع الشبان شعارات رافضة لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميريكية من تل أبيب إلى القدس. وفي بلدة تقوع في بيت لحم اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال بالقرب من المدخل الغربي وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي فيما قام الشبان بإلقاء الحجارة على الجنود. وانتشرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال على مداخل البلدات الثلاث فيما عم الإضراب الشامل المدارس والمحلات التجارية في البلدة. وفي رام الله اندلعت مواجهات على حاجز بيت إيل العسكري فيما يتوجه المتظاهرون من وسط رام الله بالآلاف صوب الحاجز. وأصيب خلال المواجهات أربعة شبان بالرصاص الحي و8 بالرصاص المطاط، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق في المواجهات العنيفة المندلعة عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة بين مئات الشبان وجيش الاحتلال. واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين. وشهدت طولكرم مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال بالقرب من مصانع “جيشوري” غرب مدينة طولكرم في أعقاب مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من دوار جمال عبد الناصر جابت شوارع المدينة نددت بقرارات الرئيس الأميركي وأكدت أن القدس كانت وستبقى عاصمة العروبة والإسلام. وقالت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني إن عددًا من الشبان أصيبوا بحالات اختناق وتم تقديم الإسعافات الطبية لهم ميدانيًا جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع خلال المواجهات إضافة للإصابات بقنابل الصوت. وأكدت طواقم الهلال الأحمر إصابة 11 فلسطينيًا، 10 منهم بالغاز وإصابة واحدة بالمطاط. كما أصيب 3 شبان في غزة جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الحدود شرق خانيونس جنوب قطاع غزة. ووصل عشرات الشبان إلى الحدود الشرقية وأشعلوا إطارات السيارات قبل أن تبادرهم قوات الاحتلال بإطلاق النار. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد دعا في وقت سابق اليوم، إلى انتفاضة في وجه الاحتلال الإسرائيلي ردًا على اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال هنية في كلمة ألقاها من قطاع غزة، اليوم الخميس: “نقف اليوم أمام منعطف تاريخي يمر به قضيتنا ومن قبلها القدس ويمر به أمتنا العربية والإسلامية بعد هذا القرار الأخرق الظالم الذي اتخذته الإدارة الأميركية باعتراف مزعوم بأن القدس عاصمة لما يسمى بالكيان الصهيوني”. إلى ذلك أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين، والقرار لن يغير هويتها العربية. وقال الحمد الله خلال مؤتمر صحفي له في غزة: “القدس عاصمة دولة فلسطين وهي أكبر وأعرق من أن يغير إجراء أو قرار هويتها العربية”، واصفًا خطوات ترامب بشأن القدس بأنها “إجراءات مستنكرة ومرفوضة ومستفزة”.