تتنوع التجارب السياحية الدولية الناجحة، ويظل العصف الذهني السياحي حاضراً لخلق تجارب سياحية تحمل أفكاراً خلاقة، تجتذب السياح والمتنزهين وترفع العائدات. وفي عصر صناعة السياحة ومواكبة الاتجاهات السياحية الحديثة يظل تبادل الأفكار وتلاقح التجارب الدولية من أسباب النهوض بالسياحية المحلية. ويبدو مهرجان التذوق الدولي في محافظة أضنه جنوبتركيا واحد من أهم التجارب الناجحة التي تحتاج إلى مزيد دراسة لتنفذيها في المهرجانات السياحية في محافظات ومناطق المملكة، فمهرجان التذوق الذي نفذ هناك للمرة السابعة برعاية محافظة وبلدية أظنه يجمع أفضل الطهاة وأشهر المطاعم المتخصصة في تقديم الأطعمة والعصائر والبهارات والمكسرات والحلويات والآيس كريم ليتحول إلى ظاهرة سياحية وملتقى دولي لثقافات وجنسيات متعددة. يشارك به أكثر من 200 شركة ومؤسسة وجهة متخصصة في صناعة الطعام المشوي والمقلي والمطبوخ وكثير منها تحمل علامات تجارية معروفة، وتقدم صنوفاً من أطباقها الشهيرة على مساحة كبيرة في الحديقة المركزية في أظنه تمتد من لأكثر من 12 ساعة لمدة ثلاثة أيام تتخللها فعاليات ثقافية ومسابقات وألعاب شعبية. والأفكار الجديدة في هذا المهرجان تكاد لا تنقطع حيث تكون الاحتفالية جسراً مهماً للمتدربين والمتدربات في قطاع تعليم الطهي لعرض تجاربهم الناجحة في الطهي وللاقتراب والاستفادة من مشاهر الطهي الذين يحضرون المهرجان. الغرف التجارية هي الأخرى تتبنى تنظيم دورات تدريبية مسبقة عن فنون الطهي ليتم تكريم المتميزين في المهرجان الذي يحضره سنوياً قرابة 300 ألف زائر. رفع مستوى الوعي بمفهومه العام كان حاضراً في مهرجان أضنه، حيث تتولى الجهات المتخصصة، نشر رسائلها التوعوية والاستفادة من مخلفات المهرجان، من بقايا الطعام بحفظه للمحتاجين وبمخلفات المهرجان من الأوراق والبلاستيك بالتدوير. ويستقطب المهرجان الكثير من السياح المحليين والأجانب الراغبين في تذوق "كباب أضنة" الشهير، والتعرف على مختلف الأطعمة المحلية، التي تشتهر بها أضنة ومنطقة الأناضول. وأبلغ "الرياض" محافظ أضنه ياوز سليم كوش أن المهرجان تظاهرة سنوية تتجدد وتتطور بشكل لافت لرفع مستوى السياحة، وأصبح من الملتقيات المرتبطة بالمحافظة في كل عام لما لها من اثار ثقافية واقتصادية وتجارية. وأضاف: نحن نستثمر الشهرة الكبيرة للمحافظة في صناعة الكباب والحلويات كي تكون من عوامل الجذب السياحية والاقتصادية .