لنجعل قيمتنا الحقيقية تشع وتتألق في حياتنا وتؤثر في حياة الآخرين، ولنمضِ قُدماً بتصرفاتنا الصادقة وتفانينا في خدمة الآخرين، لنُصبح قوة إيجابية في هذا العالم ولنبنِ مجتمعاً أفضل يملؤه العطاء والتكافل والشمول الاجتماعي.. قيمة الإنسان في الحياة تتحدد بحسب ما يُضيفه فيها بالفترة ما بين ميلاده وموته، والقيمة الحقيقية للإنسان لا تُقاس بالثروة أو المكانة الاجتماعية، بل تكْمن في تأثيره وقدرته على إحداث التغيير الإيجابي على الآخرين، وأقصد بالقيمة الحقيقية، الفضيلة الأخلاقية والنزاهة والاحترام والتفاني في خدمة المجتمع بإخلاص، إنها تعكس الأصالة والكرامة التي تتحلى بها النفوس الراقية. إن تحكّمنا بالسلوك الأخلاقي في أعمالنا والمبادئ التي نتبعها في مفهومنا للصواب والخطأ، والتزامنا بالموثوقية وحرصنا على التعامل مع الآخرين بالوفاء والتعاطف والاهتمام بمشاعرهم واحتياجاتهم، ومساهماتنا معهم لتحقيق النجاح المشترك وسعينا للتحسين الشخصي والمهني، وتبنينا جميع هذه السلوكيات الإيجابية والمبادئ الإنسانية، سيزيد قدْرنا الحقيقي لنصبح قيمة مُضافة للآخرين والمجتمع والعالم من حولنا، فحضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله رهن أفكاره ومعتقداته وسلوكياته وما يتركه من أثر، لذا، نحن نهرم حين نتوقف عن التطور والتقدم في جميع هذه المسارات ضمن معايير مكارم الأخلاق. يقع على عاتقنا دور فعلي في دق ناقوس (الطوارئ المجتمعية) والتكاتف والتصدي لمن يُحاول تغيير هذه القِيم الإنسانية الأصيلة، وينشر محتويات من التفاهات والحماقات ويُحول أصحابها إلى نجوم ومشاهير وقدوات. لذا، الأولوية أن نبدأ بفهم جذور وأسباب المشكلة التي تسعى لتغيير القيم الإنسانية الأصيلة وتجفيف منابع تكاثرها، ومن ثم نضخ حملات توعية وتثقيف في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة، وذلك بتشكيل التحالفات القوية مع المؤسسات والجماعات والأفراد الذين يشتركون في القِيم الإنسانية الأصيلة للدفاع عن هذه المكارم الأخلاقية ومواجهة أي تحديات تهددها، من الضروري أيضاً، إنشاء المحتوى الإبداعي مثل الأفلام والكُتب والمقالات والمنصات الرقمية التي تُعزز هذه القِيم بطرق مبتكرة تُواكب طريقة تفكير الجيل الحالي. ولله الحمد نحن من خلال سياسة بلادنا وجهودها المستمرة، تقوم السعودية بتبني العديد من الإجراءات والقوانين الصارمة بأكفاء من الجهات ذات العلاقة لمكافحة التطرف والتغيير القِيمي لمواجهة من يحاول العبث بها، وذلك بفرض عقوبات رادعة على من يبث هذا الانحدار والفكر المتطرف أو المُنحل. وتمنح حكومتنا اهتماماً كبيراً لتأهيل الشباب بالعلم والثقافة السليمة ليكونوا قادة ومبادرين في المجتمع، وعلى الصعيد الدولي تسعى المملكة العربية السعودية إلى دعم مؤسسات ومنظمات دولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتُساند من يُعزز قِيم السلام والتسامح والتعايش الإنساني. وفي نهاية المطاف، يمكن لكل منا أن يكون قيمة مُضافة لمن حوله، بغض النظر عن الظروف أو المواهب الفردية. فقدرتنا على التأثير في الآخرين بإيجابية تأتي من قرارنا بأن نكون أشخاصاً أفضل بأفعالنا اليومية الصغيرة. لنسعَ للاستماع والتفاعل والتعاون والعطاء، ولنعمل على تطوير أنفسنا وتعزيز قُدراتنا، لتكون لنا قيمة حقيقية في مجتمعنا. نحن قادرون على صُنع الفرق والتأثير على الآخرين بإيجابية، بالسعي في بناء اتصالات قوية والعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كل ذلك يُعزز القيمة الحقيقية للإنسان ويؤثر في حياة الملايين. كونك قيمة مضافة لمن حولك ليس أمراً معقداً، بل هو قرار شخصي يبدأ من صغر النيات إلى عظيم الأفعال. حان الوقت لنجعل العالم ينعم بقِيم حقيقية تتجاوز الماديات وتؤثر في قلوب الآخرين. لنجعل قيمتنا الحقيقية تشع وتتألق في حياتنا وتؤثر في حياة الآخرين، ولنمضِ قُدماً بتصرفاتنا الصادقة وتفانينا في خدمة الآخرين. لنُصبح قوة إيجابية في هذا العالم ولنبنِ مجتمعاً أفضل يملؤه العطاء والتكافل والشمول الاجتماعي.