القيمة الاجتماعية حق يملكه كل إنسان في المجتمع وقيمة الإنسان حفظها رب العالمين قبل ذلك حين قال جل جلاله "ولقد كرمنا بني ادم" وان كانت هذه القيمة الأساسية فهناك قيمة اخرى تضاف لها ينالها الانسان بما يقدمه في حياته من خلال نوعية العمل الذي يقوم به واثره في حياة الناس الامر الذي يحدد حجم القيمة التي اكتسبها صاحبها. لاعبي كرة القدم السعودية في الوقت الراهن اصبحوا ذو قيمة اجتماعية كبيره, من جهتي لا احسدهم عليها فالرزاق هو رب العالمين ولكن السؤال البسيط الذي يطرح نفسه على أناس كثيرون هل يستحق لاعبونا هذه المبالغ الكبيرة التي تقدم لهم للتعاقد معهم وهل عطائهم في الملاعب يتوازى مع تلك القيمة وهل صورتهم وأخلاقياتهم خارج الملعب تصب في ذات الاتجاه مما جعل لهم تلك القيمة الاجتماعية كبيرة , ثم هل يوجد تأثير ايجابي او سلبي على اصحاب المهن الاخرى الذين لا يتقاضون ربع او خمس ما يتقاضاه بعض اللاعبين شهريا رغكم انهم يشغلون مهن لها اثر عظيم في حياة الناس كالاطباء والمهندسين مثلا. وهنا ساغوص قدر ما استطيع في عقول شتى فعقل يقول الرازق الله وعقل يقول هذه قسمة ظيزى وعقل يقول هذا احباط لاصحاب المهن الاخرى وعقل يقول هؤلاء نجوم ويخدمون البلد والاطباء والمهندسين ليسوا كذلك وعقل يقول بعد الذي رأيت لن اشجع ابنائي على دراسة الطب رغم تفوقهم بل سأدخلهم احدى أكاديميات كرة القدم وعقول اخرى قد لا اكون لامست تفكيرها تقول اشياء اخرى. والمراد من هذا كله بل وخلاصته من وجهة نظري هذه ارزاق بلا شك قسمت ولا يجب ان يحسد احد عليها ولكن هل يقدم لاعبونا في ارض الميدان وخارجه العطاء الذي يستحقون عليه هذه الاموال؟ هل خدموا انديتهم ومنتخبهم وبذلوا كل الجهد والاخلاص في التمارين وفي تطوير مستوياتهم وتنمية مهاراتهم حتى يكونوا في الوعد عند حاجة انديتهم او منتخبهم اليهم؟ هل قدموا صورة نموذجية محترمة عن اللاعب السعودي من خلال تعاملهم مع الناس خارج الملعب فساهموا في الأعمال الخيرية وكانوا قدوة لمن حولهم ولجمهورهم المتيم بهم؟ أسئلة أخشى ان أجبت عليها ان يجتاحني غضب جميع نجومنا السعوديين وأتحدث بالتأكيد عن المحترفين منهم. لكني لن اجيب عنها ليس خوفا منهم ولكني سأختصر الطريق لأقول ان المعادلة مختله بصورة او بأخرى وستختل اكثر في المستقبل اذا واصل اللاعب تشويه صورته اللامعة , وجعل من قيمته المالية العالية في عقده تتضاءل وتنقص من قيمته كانسان في عيون الناس حين يجعل الغرور يتربع على قلبه ويعتقد بانه حقق الشهرة والمجد لانه لعب لفريق كبير او اختير للمنتخب, واصبح يتعالى على الناس خارج الملعب, وغدا شكله ومنظره والعلاقات الرومانسية تشكل ابرز اهتماماته واصبح مستواه يوم فوق ويوم تحت, وبات همه عدم الالتحام خوفا من الاصابة التي قد ستنقص سعره في سوق الاحتراف , هنا وهنا فقط سيصبح الطبيب وحامل الدكتوراه والمهندس والمبرمج ضمن قائمة من يحقدون في دواخلهم على اللاعب المحترف الذي نال كل شيء دون ان يبذل أي شيء فيما بذلوا هم الكثير من الجهد والوقت والمال ليصبحوا اصحاب شهادات مميزة , لكن قيمتهم المعنوية والمادية لا تساوي شيئا امام قيمة هذا اللاعب او ذاك , قيمة اجتماعية ستختل موازينها وقد تؤثر على توجهات الناس وطموحاتهم ومستقبل ابنائهم ومستقبل البلد اذا لم يلتفت اليها ويعاد صياغتها بما يكفل حصول كل شخص على القيمة المعنوية والمادية التي يستحقها في مجتمعه. حمدان الحمدان مذيع القناة الرياضية [email protected]