أعلنت روسيا الأربعاء إسقاط 31 مسيّرة أوكرانية حاولت مهاجمة أهداف في غرب البلاد، إضافة إلى إحباط محاولة إنزال في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو قبل أعوام. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن "أنظمة الدفاع الجوي العاملة في أجواء مناطق بلغورود، بريانسك وكورسك (الحدودية مع أوكرانيا) اعترضت ودمّرت 31 مسيّرة أوكرانية"، من دون أن تشير إلى سقوط ضحايا أو وقوع أضرار جراء ذلك. وكان حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز أفاد في وقت سابق عن اعتراض مسيّرة أوكرانية من قبل وسائط الدفاع الجوي الروسي، مشيرا كذلك الى أن كييف استخدمت ذخائر عنقودية ضد أربع مقاطعات في منطقته، ما أدى إلى "دمار جزئي" في مساكن ومبانٍ. وكثّفت أوكرانيا من استخدام الطائرات المسيّرة لمهاجمة أهداف روسية مذ بدأت كييف مطلع يونيو، هجومها المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها قوات موسكو في شرق البلاد وجنوبها. وتطال هذه الهجمات كذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا اعتباراً من العام 2014، وتعد ذات أهمية كبيرة عسكريا لجهة تموين القوات داخل أوكرانيا وموقعها على البحر الأسود. وأكدت وزارة الدفاع أن قواتها الجوية أحبطت في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود "محاولة اختراق أراضي القرم من قبل مجموعة إنزال للقوات المسلحة الأوكرانية". وأشارت الى أن هؤلاء الجنود كانوا يتوجهون الى رأس تارخانكوت في شمال غرب القرم على متن "زورق عسكري سريع وثلاث دراجات مائية". وسبق لموسكو أن أعلنت إحباط عدة محاولات لشنّ هجمات على القرم عن طريق البحر. وفي 10 سبتمبر، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو دمّر ثلاثة زوارق تنقل جنودا أوكرانيين في الجزء الغربي من البحر الأسود. وفي 22 منه، أعلنت أوكرانيا استهداف مقر قيادة أسطول البحر الأسود في مدينة سيفاستوبول بضربات صاروخية. من جهته قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في مقاطعة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، سيرهي ليساك، عبر موقع فيسبوك، إن القوات الروسية قصفت منطقة ميروفي التابعة للمقاطعة بالمدفعية. ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" عن ليساك قوله "في منطقة نيكوبول، قصفت القوات الروسية ليل الثلاثاء/ الأربعاء منطقة ميروفي بالمدفعية، كما أطلقت أكثر من عشر قذائف على بلدة محلية." وأضاف ليساك أن الهجوم أسفر عن تضرر منزلين منفصلين ومبنى عائلي فضلا عن تضرر خطوط نقل الطاقة بصورة جسيمة. وقال ليساك "لحسن الحظ، لم يصب المدنيون بأذى". كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء إحباط محاولة إنزال أوكرانية باستخدام زورق عسكري عالي السرعة وثلاث زلاجات نفاثة في شبه جزيرة القرم، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. ولم يتم إعلان وقوع إصابات في هجوم الطائرات المسيرة خلال الليل والذي كان واحدا من أكبر الهجمات في الأشهر الأخيرة على المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا. ويبدو أن هجمات الطائرات المسيرة على موسكو توقفت في الغالب في الأسابيع القليلة الماضية بعدما تم استهداف العاصمة الروسية بشكل متكرر خلال فصل الصيف، مما دفع مطارات المدينة إلى إيقاف عملياتها. وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن الجيش الروسي صد هجوما صاروخيا على شبه جزيرة القرم عن طريق تدمير صاروخ أوكراني مضاد للسفن من طراز نيبتون، قبالة ساحل شبه الجزيرة. وكانت القرم التي ضمتها روسيا في 2014 هدفا لهجمات أوكرانية مكثفة لأسابيع. وهوجمت مدينة سيفاستوبول التي تضم الأسطول الروسي في البحر الأسود بصفة خاصة عدة مرات. من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس الأربعاء إن أوكرانيا ستبذل قصارى جهدها لتحقيق النصر في حربها ضد روسيا، وتهدف إلى تجاوز فصل الشتاء دون فقد زمام المبادرة في ساحة المعركة. وقال لقناة سكاي تي.جي24 الإيطالية متحدثاً عبر مترجم "هناك إرهاق لكننا سنبذل قصارى جهدنا للنصر على عدونا، وسيستمر هجومنا المضاد، حتى ولو ببطء لصد العدو". وأضاف أن بلاده تلمس دعم الولاياتالمتحدة في "هذه الأوقات الصعبة للغاية" وهي مقتنعة بأن هذا الدعم سيستمر في المستقبل. إلى ذلك يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرغيزستان الأسبوع المقبل، حسبما أعلنت السلطات في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى الأربعاء، في أول رحلة له إلى الخارج منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه. لم يغادر بوتين روسيا منذ أن أصدرت المحكمة ومقرها لاهاي مذكرة التوقيف في مارس على خلفية الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين إلى روسيا. وذكرت وكالة الأنباء القرغيزية كابار نقلا عن مسؤول في المكتب الرئاسي أنه "بدعوة من رئيس قرغيزستان صدير جباروف سيقوم رئيس الاتحاد الروسي في 12 أكتوبر بزيارة رسمية لبلادنا". وذكرت وسائل إعلام روسية أن بوتين سيزور قاعدة جوية روسية في مدينة كانت بشرق العاصمة بشكيك في الذكرى العشرين لافتتاحها. ونادرا ما يغادر الرئيس الروسي بلاده منذ إطلاق هجوم عسكري واسع النطاق ضد أوكرانيا في فبراير 2022. وبوتين غادر الى الخارج آخر مرة في ديسمبر حين زار قرغيزستان وبيلاروس المجاورة لموسكو.