كل عام ومملكتنا بألف خير، هي بألف خير، لكننا ندعو لها ببقاء هذا الخير دون انقطاع، ولا نحصره في النعيم والأمان والإسلام وخدمة المسلمين، بل نعني الألف خير بأكمله، بدءًا من اسمها المرتبط بخير من حكم الأرض لقرون، ومرورًا بخير يتزايد فيها من تطور علمي وتقني وبيئي، وانفتاح على الثقافات، وقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية، وجاذبية سياحية وثقافية ولغوية، من ثروات شابة لا تكف عن إبهارك، من فنون تطرب لها المسامع وتنشد لها الأبصار، من فكاهة لا تناقض حزم، وعادات وتقاليد لا تمنع تجديد الحضارة ومواكبة العالم ولا تمتنع عن التأصل في قلب كل مواطن سعودي، ممن بدأ يكتب كلمة "أنا سعودي" بخط متعرج تملؤه البهجة، إلى من تجاوز القرن من عمره وهو يزرع حب الوطن في أجيال بيته، كل عام ومملكتنا بألف خير، بدءًا من اسمها ومرورًا بكل هذا.. ودون انتهاء. لا ننتظر نحن السعوديين يومًا للبيعة حتى نبايع الملك وولي عهده - حفظهما الله -، ولا ننتظر يومًا للعلم لنرفع الخفاق الأخضر عاليا، على الأرض وفي السماء وفوق القمر، ولا ننتظر يومًا للاحتفال بالتأسيس لنرتدي أزياءنا الشعبية، نحنُ السعوديين إن تعلمنا لغة جديدة بحثنا فيها أولًا عن مرادف "أنا سعودي"، وإن مررنا من السارية بحثنا عن هاتفنا لنلتقط لها صورة، ولا إن نسي الطفل فينا كيف يكون لونًا يعلم دائمًا مما يكوّن الأخضر، وإن سمعنا النشيد الوطني رددناه صوتًا وهمسًا ونبضًا "سارعي للمجد والعلياء". في هذا اليوم من كل عام، لا يكتفي السعودي بالاحتفال بالتهاني والأغاني والأعلام والرداء الشعبي واللون الأخضر، فالحب أول ما يلمع في عينيه، والفخر من بعده، والثناء لله يملأ قلبه، والامتنان للحكام في كل خطوة يخطوها فيه.. وفي هذا اليوم من كل عام، قف وتأمل من حولك، لترى عيون العالم وهي تعكس كم أن السعودي - حاكمًا ومواطنًا - مثيرٌ للدهشة، مثيرٌ للفضول، ومثيرٌ للفخر والاعتزاز.. زد فخرًا بسعوديتك، فلا خسارة في هذا الرهان! كل عام ودارنا بأرضها وبشعبها وحكامها بجودها وعلومها وأحلامها.. بمجدها وبعزها وإسلامها بجدها وجنودها وحسامها.. بفنها وتراثها وبنظامها خالية من كل ضير.. وعالية، وبألف خير.