شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2023 إقبالاً شبابيًا كثيفاً على مختلف زوايا وأجنحة المعرض، وقدمت دور النشر المختلفة التي شاركت في المعرض كتبًا متنوعة لبت كافة الأذواق والاتجاهات الفكرية والثقافية في شتى المجالات، ومنها الكتب العربية والاجنبية والتعليمية والتاريخية والسياسية. وهذا الحضور اللافت من فئة الشباب خاصة يثير الاهتمام ويدفعنا للتساؤل عن أهم الكتب التي يميل لها جيل هذا اليوم، ويسعى الى اقتنائها او الاطلاع عليها. متعة لا توصف بداية وجدنا الشابة نورة الحربي التي كانت تحمل بين يديها كتابين (اختلاس، ولا تنطفئ)، وتبحث عن ما هو مختلف بين أغلفة الكتب الأخرى، نورة تجد ضالتها في الروايات والقصص التي تعتبر قراءتها متعة لا توصف بدءًا من شكلها الجذاب وانتهاءً بطريقة عرضها وتسلسل أحداثها الخيالية في كثير من الأحيان، وتبين نورة أن الشباب وخاصة الفتيات لا يفضلن الكتب المطولة وإنما الروايات والقصص القصيرة، لأن الشباب أصبح يبحث عن كل ما هو مختصر ومفيد بأقل كلمات ممكنة، بينما الكتب التي تتضمن مواضيع مملة وغير جذابة لا يمكنها أن تشد الشباب إلا من أجل التخصص الدراسي فقط وليس للاطلاع والمتعة. مكان واحد الشاب فهد الفريحي – أشاد بمدى حجم المعرض قائلاً: هذا التنوع الكبير في مكان واحد يضعنا نحن الشباب في حيرة من أمرنا لأن هناك العديد من المواضيع والعناوين التي تشدنا لقراءة محتواها. ويستطرد بقوله: "من المؤسف أن الكثير من الشباب اليوم لا تستهويه القراءة فقد اعتاد على العجلة والسرعة في كل شيء ووجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي شغلت حيزاً كبيراً من حياتهم ولم يعتد على ثقافة القراءة، وقد يجد في شراء كتاب ما وتخصيص وقت لذلك صعباً خاصة أن بعض الكتب قد تحتاج إلى وقت للانتهاء منها، وقدم الفريحي نصيحة. وأضاف "إن لم تكن من المعتادين على القراءة لا تبدأ في قراءة كتب كبيرة وعميقة بل حاول أن تقرأ تلك الكتب الصغيرة ذات المعلومات المباشرة وستجد نفسك بعد ذلك تتدرج شيئاً فشيئاً لقراءة الكتب المتعمقة وسيصبح الأمر بعدها عادياً وبسيطاً بالنسبة لك. وعن نفسه، أشار الفريحي الى أنه يفضل تلك الكتب التاريخية التي تأخذنا الى أزمان وعوالم أخرى، كما ان الكتب الاجتماعية لها حيز جيد بين مشترياته وطبعًا الروايات العربية والاجنبية أكثر ما شده في هذا المعرض حيث اقتنى عدداً لا بأس به منها. جو ثقافي وهناك العديد من دور النشر التي تستهدف فئة الشباب كمهتمين وقراء، ومن هذه الدور دار شغف للنشر والتوزيع التي تُشاركُ ضمن فعاليات معرض الرياض الدوليّ للكتاب في نسخته الحالية ، بمجموعة متنوّعة من الإصدارات في حقول علمية وأكاديمية ومعرفية عديدة. وتعليقًا على هذه المُشاركة يقول محمد علي مبيعات وتسويق في الدار ل(الرياض)، نحن دار نشر شبابية كويتية، هدفها نشر الوعي والثقافة بمختلف المجالات، حيث نؤمن بأن الشاب هو عمود أساسي في الحياة، كما نؤمن أن لكل شاب أفكارًا إبداعية وقلمًا واعيًا لتثقيف المجتمع بشتّى المجالات، وتم تأسيس هذه الدار لتحقيق هذا الهدف السامي، فنحن من الشباب ومع الشباب ننمو بكل حب وشغف. وأضاف: يضم جناحُنا هذا العام العديد من الإصدارات الجديدة في مجالات الرواية والقصة، هذا بالإضافة للإصدارات العلميّة والأكاديميّة، والكتب الخاصة بالطفل. مؤكدًا على أنَّ معرض الرياض الدولي للكتاب يعدّ واحدًا من أهمّ المحافل الثقافية في الخليج والوطن العربي. مشيدًا بالتطور الكبير الذي تشهده النسخة الحالية، سواء على مستوى التنظيم، أو على مستوى عدد دور النشر العربية والأجنبية المشاركة. وتقدّم محمد بالشكر لوزارة الثّقافة على التسهيلات الكُبرى التي قدمتها لدُور النشر، من خلال تسريع إجراءات دخول الناشرين والموزعين في المطار، ما انعكس إيجابًا على حجم المشاركة. لافتًا إلى أنَّ المحاضرات والندوات الثقافية التي شهدها المعرض كان لها دور كبير في تعزيز القيمة الثقافيّة والأدبية للمعرض. وحول التّحديات التي تواجه دور النشر خلال الفترة الحالية، أوضح أنَّ جائحة كورونا من أبرز التحديات التي ألقت بظلالها على دور النشر، حيث كانت سببًا في إلغاء العديد من معارض الكتاب حول العالم، فضلًا عن القيود التي فرضتها جميعُ دول العالم على القادمين إليها، ما أثر كثيرًا على مشاركات دور النشر. مُشيدًا في هذا السياق بالإجراءات التي تتخذها وزارةُ الثقافة داخل المعرض من أجل الحفاظ على سلامة الزوّار والناشرين. وفي سياق آخر، قال علي إنَّ دار شغف كانت حريصة منذ تأسيسها على الاهتمام بالتكنولوجيا الرقميّة، حيث توفر نسخة إلكترونية من إصداراتها بشكل مُوازٍ مع الكتاب الورقي، هذا بالإضافة إلى خدمة توصيل الكتاب داخل وخارج دولة الكويت.