من أهم أنشطة وزارة الثقافة، إقامة معارض الكتاب السنوية، والحقيقة لم تتطور معارض الكتاب في المملكة إلا بعد تولي وزارة الثقافة مسؤوليتها، ولم يعد الشكل التقليدي لمعارض الكتاب ظاهراً، وتحولت معارض الكتاب من سوق لبيع الكتب إلى مؤتمر ثقافي يلتقي فيه المؤلف والناشر والقارئ والباحث من جميع فئات المجتمع نساء ورجال، شباب وشيوخ، علماء ودكاترة وطلبة، جلسات حوارية ونقاشات ثقافية ونقد بنّاء، وكتب علمية واقتصادية وسياسية وفي مختلف المجالات، ورغم حجم العروض من الكتب العربية، إلا أنه وللأسف لا يمكن مقارنة حجم التأليف والنشر العربي بحجم التأليف والنشر في بعض دول العالم الأول مثل الولاياتالمتحدة ودول أوروبا، والأسباب عديدة يأتي على رأسها ضعف الدعم للمؤلفين والناشرين، وضعف ثقافة المجتمع تجاه القراءة والبحث، وبمناسبة قرب افتتاح معرض الرياض للكتاب، وهو الأكبر والأهم في المملكة، في بداية شهر أكتوبر القادم، تظهر المؤشرات أن من أهم المواضيع المطروحة من وجهة نظري هي (الثورة الرقمية) في صناعة نشر الكتب بأنواعها؛ كموضوع رئيسي في المؤتمر الذي سيعقد على هامش المعرض، والذي تستضيفه المملكة لأول مرة للناشرين. أما الموضوع الثاني في الأهمية بالنسبة لي، هو الموضوع الخاص بثقافة الطفل في الوطن العربي، والذي تظهر الإحصائيات بأن الإنتاج الثقافي للطفل في العالم العربي يقل بنسبة 60% عن الدول الغربية.ومن وجهة نظري الشخصية أن معارض الكتاب التقليدية سوف تنتهي، وأتوقع أن يحل مكانها معارض الكتاب الإلكتروني، نظراً لتحول المجتمع إلى الرقمية، حتى القرّاء والباحثين هجروا الصحف والكتب الورقية، وتحوّل الأطفال إلى إدمان الإلكترونيات، وتوجه العديد من دور النشر إلى الأفلام والقصص والروايات من خلال البث الإلكتروني، وتحولت مراكز البحث العلمي والمكتبات الجامعية والمدرسية عالمياً إلى البث الإلكتروني عبر مواقع متخصصة، وبرسوم اشتراك سنوية أو شهرية أو لدقائق من الساعة. هذا يدفعني إلى التوقع بأن يُفرض على الناشرين مستقبلاً بتحويل إنتاجهم الورقي إلى إنتاج إلكتروني، وأتمنى على وزارة الثقافة وضع خطة لدعم التأليف والنشر الإلكتروني في مجال ثقافة الطفل، ففي غياب الدعم والتحفيز للتأليف في هذا المجال، لن يُحفَّز الكُتّاب على التوسع في هذا المجال. نقلا عن صحيفة المدينة