وكأن المجتمع بات حكرا عليهم فلا صوت يعلو على صوتهم.. هكذا يبدو المشهد في منصات التواصل الاجتماعي لمشاهير باتوا "قدوات" بطرح مشين جل هدفه الاستعراض والتباهي "الهياط" بالمفهوم الشعبي، وسط احتفاء إعلامي برسم المشاهدات، يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لعرض حياتهم بشكل مثالي ومزيف، وهنا فتش عن المتطلبات والتطلعات لمحاكاة هذا المثال اللا واقعي بعد أن زهد المنبهرون بهم فيما هو بين أيديهم. خطورة هذا التجسيد المزيف في أنه يجد متابعة لدى كثير من فئات المجتمع، كبارا وصغارا، لذا لا غرابة في أن تتحول الكماليات إلى ضروريات في ظل هذا الزيف، فأمام هذا الطوفان اليومي غير المنضبط قد تتبدل مواقف وتسقط قيم.. لكن ماذا لو تصدر المشهد "قدوات" تتمتع بصفات وقيم إيجابية تلهم الآخرين وتدفعهم للنمو والتطور في مختلف المجالات (الحياة الشخصية، العملية، المجتمعية) باعتبار ذلك وسيلة فعالة لتحفيز الآخرين وتوجيههم نحو تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم وسلوكهم. إن تكريس "النموذج المثالي" قد لا يصمد أمام "النوافذ المظلمة" التي تبث صباح مساء إلا إذا تكاتف المجتمع، بداية من المنزل ومن ثم المدرسة بجانب المبادرات المجتمعية التي يمكن تقديمها لتكريس مفهوم القدوة الحسنة والتحذير من السلوكيات الخاطئة والأفكار الهدامة.. يجب عدم ترك المجتمع رهينة في أيدي هؤلاء العابثين الباحثين عن الشهرة والترند على حساب القيم والمبادئ.. إنهم شر يتعاظم.