من حق الجماهير الهلالية أن تعاتب وتتكدر على ما حل بناديها هذا الموسم، من نتائج غير مرضية وتراجع واضح للعيان، ولكن ليس من حق أي شخص أن يقوم بتجاهل تاريخ "الزعيم"، ووضعه في خارطة كرة القدم السعودية، وليس من حق أي شخص، مهما كان، أن يهضم الحق المكتسب لرموز النادي ورؤسائه، ويتطاول على أعمالهم، وما بذلوه من جهد، سواء من أحرز نجاحاً، أو أولئك الذين لم يحققوا النجاح في مهام أعمالهم، ففي كل نادٍ هناك من استطاع الوصول إلى أعلى درجات النجاح، وآخر لم يستطع ملامستها، وبالتأكيد فإن مستويات النجاح متفاوتة، وكذلك مستويات الفشل. نعم جماهير نادي الهلال هدفها الأول ألا تغيب عن البطولات، وتفرح بعودته إلى المركز الأول الذي تعودوا عليه، ولكن أنا متيقن أن هوامير المدرجات الأوفياء، لم ولن ينسوا أن ناديها لم يغب عن البطولات الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية، وكان أجمل حالاً من غيره من الأندية في دوري المحترفين، ففي سنوات الاحتراف، وصل نادي الهلال لمنصة التتويج في مواقف كثيرة، وتوج بالألقاب المتعددة، وفي مقدمتها كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد، وحصل على المركز الثاني في مناسبات أخرى، ونال كذلك كأس الأندية العربية بمسمياته العديدة، علاوة على ذلك فوزه بلقب كأس دول مجلس التعاون الخليجي، وهذه منجزات لم تستطع تحقيقها أندية كثيرة وكبيرة، دخلت، ولا تزال، تدخل أبواب المنافسة في مواسم الاحتراف. الهلال في حوزته العديد من الكفاءات الإدارية والخبرات الموهوبة، ما تمنحه من استعادة الروح الغائبة، وهو ليس محتاجاً إلى وصاية من أحد، وبالأخص أولئك الذين يصطادون في الماء العكر، ويقومون باستعراض مهاراتهم في التشويش على حساب أفضل أندية المملكة وأولها، وكم أعجبتني مبادرة رئيس مجلس إدارة نادي الهلال فهد بن سعد بن نافل في وضع النقاط على الحروف عندما قال في إحدى تغريداته مؤخراً: "حق الانتقاد مكفول للجميع ومرحّب به ويُسهم في تقويم أي عمل قد يعتريه بعض التذبذب الذي يتحمّله جميع من يُنسب إليهم العمل إما بالحسن أو بالسوء، أضلاع الفريق ثلاثة.. لاعبون.. جهاز فني.. جهاز إداري.. والقلب هم جماهيرنا الذين ينبضون روحاً في جسد الهلال.. والمعوّل منا جميعاً استشعار المسؤولية ودعم نجومنا بقيادة المدرب جيسوس ونكون يداً بيد من أجل أن يستمر الهلال أولاً". نحن كجماهير هلالية نثق في عمل مجلس إدارة نادي الهلال، وبكل أعضاء الفريق، وسنلتف حول الكيان، وذلك القول لرئيس مجلس الإدارة هو أول خطوات العودة الصحيحة، وبلا شك فإن استشعار المسؤولية من قبل الجميع هو الطريق الرئيسي نحو كل إنجاز، الاستمرار بمشروع الفريق الحالي الجديد، والعمل على تصحيح الأخطاء التي تعتبر طبيعية في بداية أي مشروع جديد هو العنصر المهم. كل التوفيق لمجلس إدارة نادي الهلال، في قيادة الهلال نحو المنصات والبطولات.