ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل في التداولات الاسيوية أمس الأربعاء مع تركيز الأسواق على نقص الإمدادات مع اقتراب فصل الشتاء وهبوط سلس للاقتصاد الأمريكي، وبحلول الساعة 0645 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 74 سنتا، بما يعادل 0.8 بالمئة، إلى 94.70 دولارا للبرميل، بعد أن ارتفعت بما يصل إلى 1.03 دولار. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 83 سنتا أو 0.9 بالمئة إلى 91.22 دولارا بعد أن ارتفعت 1.11 دولار. وأظهرت بيانات الصناعة الصادرة يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت الأسبوع الماضي بنحو 1.6 مليون برميل، مقابل توقعات المحللين لانخفاض قدره حوالي 300 ألف برميل، ومع ذلك، استمرت الأسواق في القلق بشأن انخفاض مخزونات الخام الأمريكية في مركز التخزين الرئيسي في كاشينج بولاية أوكلاهوما إلى ما دون الحد الأدنى من مستويات التشغيل. ويمكن أن تؤدي المزيد من التخفيضات في كوشينغ، نقطة تسليم العقود الآجلة للخام الأمريكي، إلى فرض ضغوط صعودية جديدة على أسواق النفط لأنها ستؤدي إلى تفاقم ضيق الإمدادات الناجم عن تخفيضات الإمدادات من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركائها في تحالف أوبك+. وقال ليون لي المحلل لدى سي.إم.سي ماركتس "ظلت أسعار النفط قوية نسبيا بشكل عام في ظل تقلص الإمدادات الحالي"، لكنه أضاف أن دعم الأسعار من تخفيضات الإمدادات من روسيا والمملكة العربية السعودية قد يكون محدودا حتى نهاية العام. وأضاف لي: "لقد ضعفت البيانات (الاقتصادية) من دول أوروبا والولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة، فيما قد تظهر أسعار النفط في أكتوبر اتجاها متقلبا ككل. ومن غير المرجح أن تتجاوز 100 دولار على المدى القصير، لكن من المتوقع أن تكون قوية". وفي حين يتوقع بعض المحللين أن تساعد الصيانة الموسمية للمصافي في الخريف على بناء مخزونات الخام قليلا، فإن آخرين يشعرون بالقلق من أن ارتفاع الطلب على الصادرات قد يؤدي إلى سحب البراميل بعيدا. بالإضافة إلى ذلك، قال محللو أبحاث بنك ايه ان زد في مذكرة يوم الأربعاء إن الحظر الذي فرضته روسيا مؤخرًا على تصدير البنزين والديزل "يعني ضغطًا تصاعديًا على الطلب على النفط الخام من المصافي". وفرضت روسيا الأسبوع الماضي حظرا مؤقتا على صادرات البنزين والديزل إلى جميع الدول خارج دائرة الدول السوفيتية السابقة الأربع بأثر فوري من أجل تحقيق الاستقرار في السوق المحلية، لكنها خففت القيود في وقت لاحق. ويمكن المضي قدماً في تصدير المنتجات التي قبلتها بالفعل شركتا السكك الحديدية الروسية وترانسنفت، في حين سيتم إعفاء زيت الغاز عالي الكبريت والوقود المستخدم في التزويد بالوقود من الحظر. الهبوط الناعم وفي هذه الأثناء، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، يوم الثلاثاء، إن "الهبوط الناعم" للاقتصاد الأمريكي هو الأرجح، ولكن هناك أيضًا احتمال بنسبة 40٪ أن يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة "بشكل هادف" للتغلب على هذه المشكلة. تضخم اقتصادي. وربط كاشكاري الاحتمال بنحو 60% بأن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية أخرى ثم يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة "لفترة كافية لإعادة التضخم إلى الهدف في فترة زمنية معقولة"، وأظهر استطلاع لآراء الاقتصاديين أن بنك إنجلترا أنهى دورة تشديد السياسة النقدية ومن المرجح أن يبقي سعر الفائدة عند 5.25% حتى يوليو على الأقل، على الرغم من أن أقلية كبيرة قالت إنها سترفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض، مما قد يؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط. وقالت انفيستنق دوت كوم، أسعار النفط تنتعش مع تزايد رهانات العرض مما يعوض التوترات المتعلقة برفع أسعار الفائدة. وارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، لتواصل انتعاشها من الجلسة السابقة حيث ساعد احتمال تقلص الإمدادات الأسواق على تجاوز المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد. وأظهرت بيانات الصناعة انخفاضا في مخزونات الوقود ونواتج التقطير في الولاياتالمتحدة، مما يشير إلى أن استهلاك الوقود في أكبر اقتصاد في العالم ظل ثابتا، على الرغم من نهاية موسم الصيف الكثيف السفر. وجاءت هذه البيانات في أعقاب حظر تصدير الوقود في روسيا، والذي من المقرر أن يؤدي إلى تشديد إمدادات الوقود في مساحات كبيرة من أوروبا وآسيا. كما أشارت تخفيضات إنتاج النفط الخام الأخيرة من قبل المملكة العربية السعودية وروسيا، والتي من المقرر أن تستمر حتى نهاية العام، إلى انخفاض كبير في إمدادات النفط في الأشهر المقبلة. وساعد احتمال تقلص الإمدادات على دعم أسعار النفط، حتى مع تزايد قلق الأسواق بشأن الطلب المستقبلي وسط إشارات بارتفاع أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. وقد حدت قوة الدولار – الذي ارتفع هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى له منذ 10 أشهر – من أي مكاسب كبيرة في أسعار النفط. وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية زادت بنحو 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر، مرتفعة بشكل طفيف بعد انخفاض قدره 5.3 ملايين برميل في الأسبوع السابق. وانخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بمقدار 0.07 مليون و1.7 مليون برميل على التوالي، مما يشير إلى أن الطلب على الوقود في البلاد ظل ثابتًا. وتعمل بيانات معهد البترول الأمريكي بمثابة مقدمة لبيانات المخزون الرسمية، والتي من المقرر صدورها في وقت لاحق يوم الأربعاء. لكن القراءة لا تزال ترسم صورة ضيقة لأسواق الخام الأمريكية. ويتوقع المحللون أن تظهر البيانات الرسمية انخفاضًا بمقدار 1.7 مليون في المخزونات بعد انخفاض قدره 2.1 مليون في الأسبوع السابق. لكن، الدولار الأقوى ومخاوف بنك الاحتياطي الفيدرالي تحد من حدوث انتعاش أكبر. وبينما كانت أسعار النفط الخام لا تزال تتداول بالقرب من أقوى مستوياتها لهذا العام، تساءلت الأسواق عن مدى إمكانية ارتفاعها، وسط ضغوط من ارتفاع الدولار وتزايد المخاوف من المزيد من رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأدى خفض الإمدادات من روسيا والمملكة العربية السعودية إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 30٪ في الشهرين الماضيين. لكن يبدو أن الزخم قد استنفد في الأسابيع الأخيرة، حيث تراوح بين 89 و95 دولارًا للبرميل. وتخشى الأسواق من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إضعاف النشاط الاقتصادي وبالتالي إعاقة الطلب على النفط الخام، وكانت الإشارات المتشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بمثابة نقطة دعم رئيسية للدولار، كما أبقت المخاوف بشأن الصين أسعار النفط منخفضة نسبيًا، وسط رياح معاكسة جديدة لقطاع العقارات الرئيس في البلاد. وارتفعت أسعار النفط بشكل مطرد منذ أواخر يونيو وسط تخفيضات الإنتاج التي فرضتها أوبك + وقيود الإنتاج الأحادية من المملكة العربية السعودية وقيود التصدير من روسيا. ومن المتوقع أن تقوم بعض المصافي في الخليج العربي بتقليص العرض بشكل أكبر من خلال استهلاك المزيد من النفط الخام الإقليمي لتكرير الديزل.