قال طارق بن عبدالرحمن السدحان، أن اليوم الوطني السعودي يتيح أمامنا وقفة مع الذات، للتباهي بالإنجازات التي حطّمت الأرقام القياسية، ولكنها في الوقت ذاته مناسبة لإعادة تحفيز الهمم من جديد، والتزوّد بالطاقة التي تمنحنا القدرة للبناء على ما تحقق والمضي أبعد للوصول إلى الطموحات وتحقيق الآمال. وأضاف السدحان، أن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العزيزة حق مشروع بل وواجب على كل مواطن ومواطنة، لكن من حق الوطن علينا أيضًا أن ننتقل باحتفالنا من التصريح بالمشاعر إلى المشاركة الحيّة في صناعة تطلعات وطموحات الوطن وقيادته، من خلال مواكبة رؤيته بالمزيد من العمل والمثابرة والابتكار والإبداع، وهنا يتجلّى التجسيد الحقيقي للانتماء الوطني بأسمى معانيه، لا سيما وأن "الرؤية" طالما اعتبرت أن "الإنسان السعودي" هو محورها، وركيزتها الأساسية، وثروة الوطن التي لا تنضب، وأن الاستثمار به أولًا يتربّع على قمة الأولويات فهو الغاية والوسيلة معًا، وقد أثبت السعوديون حقًا أنهم الذخيرة التي نقتحم بها أبواب المستحيل. واعتبر السدحان في تهنئته بمناسبة اليوم الوطني أن السعودية أثبتت بعد 93 عامًا بأنها "هبة الحلم والإلهام" قائلًا: أننا في المملكة لا نكتفي بالحلم فحسب بل نواكبه بالإنجاز، فنتقن صناعة المستحيل، لأننا آمنا بأن الاستثمار في الإنسان هو الثروة الحقيقية، ومع اليوم الوطني لبلادنا العزيزة نستذكر همم وأمجاد الماضي والسابقين، بينما ترنو عيوننا نحو المستقبل الواعد، مهنئاً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين والشعب السعودي الوفي بهذه المناسبة الغالية. وتحدّث السدحان عن رؤية المملكة 2030، قائلًا: لقد بلورت السنوات الست الماضية معجزة اقتصادية واجتماعية وتنموية حبست أنفاس العالم واستولت على العقول قبل القلوب، فأثارت الدهشة وعلامات التعجّب: هل يُعقل، لا يُصدّق، من كان يتخيل ... الخ، لكن أمام همة السعوديين تتساقط كل تلك التساؤلات فالواقع وحده كفيل بالإجابة عليها وتبديدها، فتعال وانظر بنفسك! واستطرد؛ أن المملكة ومع رؤيتها الطموحة، لم تكن بمعركة مع التغيير فحسب، بل أن معركتها الحقيقية كانت مع الوقت، فأقحمت نفسها في ماراثون تتابع الإنجاز وأوجدت لنفسها توقيتًا لضبط التطور أولًا بأول، وأخذت على نفسها عهدًا بعدم التوقف أو التباطؤ ، وعلى العكس من ذلك؛ فمع حصاد الثمرات المبكّرة تتفتح الشهية لما هو أكثر، فتتسارع الخطى، وتزداد الحماسة ويتسع الأفق. ويضيف السدحان: في حديثه الأخير مع قناة "فوكس نيوز" قدّم مهندس الرؤية وأميرها محمد بن سلمان، تشخيصًا دقيقًا وغنيًا لسعودية اليوم، ولعل من أبرز ما اتسم به اللقاء شكلًا ومضمونًا ما حرص عليه سموه من مخاطبة العالم بلغة الحقائق لا لغة الشعارات، ليقول: هذا ما وعدنا فأوفينا. ولم يكتف الأمير الشاب باختيار جزيرة "سندالة" مكانًا لعقد اللقاء، بل كان من المُلفت لغة الأرقام والإحصائيات الحاضرة في ذهن سموه والتي رافقت اللقاء من بدايته وحتى نهايته، نسب النمو في القطاع السياحي، والقطاع الرياضي، وحتى في قطاع الألعاب الإلكترونية، وتدرّج مكانة المملكة ضمن قائمة الدول الأعلى نموًا في دول العشرين، وهي إشارات تعمّد ولي العهد إرسالها ليؤكد أن ما نفعله ليس سرابًا بل واقعًا ملموساً لا يمكن إنكاره أو الالتفاف عليه، مع تأكيده على أن ما تحقق من إنجازات قياسية يدفعنا لإطلاق النسخة الثانية من الرؤية خلال السنوات القليلة القادمة، في رسالة بأن كلمة السرّ التي تمنح الرؤية قوّتها وزخمها هي الاستمرارية وعدم التردد أو التوقف، وقدرتها على توليد نفسها من جديد، بيد أن براعتها تكمن في قدرتها على خلق الفرص وليس مجرد اغتنامها فحسب! وختم السدحان حديثه بالقول أن تزامن لقاء سمو ولي العهد مع مناسبة اليوم الوطني 93 لمملكتنا العزيزة، يمنحان الإنسان السعودي جرعة جديدة من التفاؤل والهمة والطاقة والإلهام لدعم مسيرة التقدّم والتغيير، والدفع للبناء على ما تحقق، والمضي أبعد بثقة ومسؤولية نحو المستقبل ونحو المكانة التي نطمح، ومهما كبرت أحلامنا فنحن قادرون على تحقيقها لأننا نستحق ووطننا يستحق!