إن الأوطان الحقيقية والقوية هي التي تقوم بيد أبنائها، لا تستهلك فقط ولكن تفكر وتعمل وتنتج وتبتكر، وهي التي تكتفي بإنتاجها، ليس هذا فحسب ولكن تصدر منتجاتها للخارج. لذا فإن برنامج «صنع في السعودية» ليس شعارا نردده أو عبارة نحفظها أو حلما نتمنى أن نراه.. لكنه برنامج حقيقي على أرض الواقع وأمل كل سعودي وطني مخلص يرى أن المستقبل يأتي مع الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس واللحاق بالأمم المتقدمة في جميع الصناعات وعلى مستوى كافة المنتجات المرتبطة في حياة المواطن. لقد جاء عهد الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ومعه رؤية وطنية طموحة 2030 هي عبارة عن خطة طويلة المدى تهدف الوصول إلى مستهدفات في كل شؤون الحياة ومنها أن عصر الصناعة السعودية الجديد يجب أن ينطلق وهو أن المنتج الوطني يجب أن يصبح هو المفضل للمواطنين والمقيمين في داخل السعودية، كما أن يكون أيضا هو المفضل للمستهلكين حول العالم، ومن هنا تأتي صناعة المستقبل لوطن كبير واعد لأبنائه وسكانه. استقبلنا خبر تدشين أول جهاز للتنفس الصناعي قبل أيام بفرح غامر وخاصة أن الطلب العالمي له عالٍ جداً خلال ظروف جائحة كورونا والتي تشهد حاجة حقيقية قوية له، بل إن نقصه حول العالم أدى إلى حالات من النهايات المؤلمة بسبب تفشي فيروس كورونا والذي من أهم الأعراض التي تؤدي بحياة الناس هو نقص الأوكسجين، لذا كان الفرح كبيرا والأمل أملا بكثير من المنتجات السعودية الصحية والطبية والتي تجعلنا في ظل هذه الظروف غير الاعتيادية وبعد زوالها بإذن الله نكتفي ذاتياً ونعتمد على أنفسنا. إن الصناعات المرتبطة بحياة البشر في مناحٍ كثيرة ووجود منتجات سعودية يساهم في وجود فرص استثمارية داخل الوطن وهذا يخلق فرصا وظيفية وينعش السوق المحلية ودورة المال الأعمال تبقى وطنية بنسبة كبيرة جداً بل إنها تجذب رؤوس الأموال الأجنبية والشركات العالمية وكل ما سبق هو خير للوطن لذا نحن ندعم وزارة الصناعة الثروة المعدنية ونشد على سواعدهم في توجهاتهم نحو صناعة سعودية محلية، بل إن آمالنا وأحلامنا تمتد إلى كافة الوزارات والهيئات الحكومية مع القطاع الخاص التي تدخل منتجات وصناعات ترتبط بحياة المواطن ضمن نطاق اختصاصها، هو أن نرى المنتج المحلي هو الرائد والذي يولي كل عناية وإن كنت لا أشك فتوجه جميع الجهات ماضٍ قدماً نحو الصناعة السعودية والمنتجات السعودية. إن الطموح هو في حل مشكلات المستثمر السعودي الصغير والكبير وإيجاد فرص وحلول والمساعدة في التحديات والعقبات وحل المشكلات والتي تقف أمامهم واختصار الزمن من خلال اللقاء بهم ودعمهم والوقوف معهم من أجل «صنع في السعودية» ومن أجل «كن سعودياً واشترِ بضاعة سعودية».