يجسد اليوم الوطني الثالث والتسعون للمملكة العربية السعودية تاريخاً حافلاً بالفخر بوطن ينعم بنهضة غير مسبوقة على كافة الأصعد، فليس هناك ما هو أجمل بالنسبة للإنسان من أن يرى الإنجازات التي ترتفع بشأن وطنه بين أمم الأرض، ومحاطاً بالفخر من كل جانب. تحتفل المملكة العربية السعودية بلحظة توحيد البلاد، التي ترسخ إنجاز القائد المؤسس -المغفور له بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي صنع بنضاله، وطناً عانق هام السُحب، فتحول ترابه إلى ذهب خالص وشعبه إلى طاقات خلاقة، وإدارته إلى نموذج يلهم العالم، جيلاً بعد جيل. لقد منّ الله على هذا الوطن المعطاء برجال أوفياء، رسخوا ثلاثية الإنسان والأرض والاقتصاد، نهجاً للإدارة السعودية، فتتالت عصور التنمية والاستقرار، حتى وصلت إلى ذروة النهضة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. واليوم، تشهد البلاد تحولاً مفصلياً دقيقاً، تنتقل فيه بسلاسة إلى عصر الاقتصاد المستند إلى المعرفة، حاملاً رؤية التقدم الإنساني والانطلاقة نحو عالم المستقبل. انطلاقة مجموعة «stc» وإذا كانت انطلاقة مجموعة «stc» قد بدأت قبل ربع قرن، إلا أن العمر المعرفي التراكمي يحسب منذ عام 1926، والذي شكل النواة الأولى لقطاع الاتصالات عندما صدر أمر ملكي بإنشاء مديرية البرق والبريد والهاتف. في الوقت ذاته، فإنها تعمل اليوم وتتطلع بشغف إلى عام 2050، والذي ستصل فيه إلى الارتقاء بمبادئ الاستدامة عبر تحقيق ما وعدت به بالوصول الى الانبعاث الصفري لعملياتها التشغيلية في حينها، مستندة على ماضٍ عريق ومتطلعة إلى مستقبل واعد. أما الحاضر، فيرتكز على التمكين الرقمي الشامل، الذي تمضي من خلاله بكل إقدام وتفاني وحيوية، عبر الاستثمار في بناء منظومة رقمية متكاملة تبدأ من تمتين البنية التحتية الرقمية، وتتفرع إلى مجالات الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والتقنيات المالية والذكاء الاصطناعي وغيرها لتدعم بذلك مشاريع ومبادرات الهيئات الحكومية وبرامج رؤية المملكة 2030 المعنية بالتحول الرقمي، مثل الحكومة الرقمية والمصرفية المفتوحة وغيرها وتضع المملكة كوجهة لمستقبل الرقمنة عالمياً. كما تستشرف الآفاق عبر تعزيز ذكاء المدن السعودية بمشاريع تتنبأ وتبتكر المستقبل الرقمي لبلادنا، إلى جانب تقديم حلول مبتكرة لإنترنت الأشياء وتعلم الآلة. أما غايتها الأسمى، فهي المساهمة الفعالة في مواصلة النمو الرقمي للمملكة بأعلى وتيرة بين دول مجموعة العشرين، وبناء اقتصاد معرفي رقمي مستدام. وبين يوم وطني وآخر يليه، نرى كم الإنجازات تلو الإنجازات. فخلال عام واحد فقط، أسست المجموعة صندوق stc للاستثمار المؤسسي (CIF)، وتم إطلاق أطول كابل بحري في العالم «Africa2» إلى جدة وينبع. كما تمت العديد من الاستحواذات النوعية وتوقيع 40 اتفاقية شراكة مع شركات محلية وإقليمية وعالمية. حيث امتدت عمليات مجموعة stc عالمياً عبر الاستحواذ على حصة 9.9 % من أسهم شركة تليفونيكا الإسبانية بقيمة 8.5 مليارات ريال، إلى جانب استحواذ شركة «TAWAL» التابعة للمجموعة على أصول أبراج شركة «United Group» الأوروبية بقيمة 5 مليارات ريال؛ لتواصل استراتيجيتها في التوسع والنمو في المزيد من الأسواق العالمية. وفي جانب مشاريع الاستحواذ المحلية، تم الاستحواذ على شركة «Machinestalk» عبر شركة «iot squared» التابعة للمجموعة والمتخصصة في إنترنت الأشياء. كما أعلنت عن مشروعها الرائد في مجال المدن الذكية، الذي يشكل نواة المستقبل في قلب مدينة الرياض تحت مسمى «stc square». وفي سياق دعم رعاية ريادة الأعمال، بلغت القيمة السوقية للاستثمارات والتعاملات المالية لمنتجات المشاريع التي احتضنتها مسرعة الأعمال «inspireU» أكثر من 12 مليار ريال، ولدت أكثر من 600 ألف فرصة عمل نوعية للمواطنين والمواطنات، منها المباشرة وغير المباشرة، حيث تم كل ما سبق ضمن استراتيجية النمو والتوسع لمجموعة stc، مع استمرار الدور الريادي للمجموعة في مجال التمكين الرقمي لكافة قطاعات الدولة والقطاع الخاص. وما كان لكل ما سبق أن يتحقق لولا توفيق الله عزوجل، ثم الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة لهذا القطاع المهم، والذي أصبح فيه حاضرنا هو ذلك المستقبل الذي لطالما حلم به أبناء الوطن. مستشرعة الفخر بكل الإنجازات وساعية لمواصلة العمل لتحقيق المزيد من التقدم، لتبقى المملكة محلقة فوق هام السحب ومن أجل أن تكون السعودية هي المستقبل.