نفت حكومة شرق ليبيا اتخاذ قرار بإخلاء مدينة درنة التي ضربها الفيضان، بعدما أدى انقطاع كابلات إلى مشكلات في الهواتف وشبكة الإنترنت على نطاق واسع. وجاءت مشكلات الاتصالات بعد ساعات من احتجاج كبير تم تنظيمه في درنة للمطالبة بإجابات من الحكومة المحلية. وقال محمد الجارح، وهو متحدث باسم لجنة الطوارئ بالحكومة: "أؤكد أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بإخلاء المدينة". وأشار وزير الصحة عثمان عبدالجليل إلى أن الحكومة وجهت قوات الأمن إلى عزل منطقة في درنة، بعدما ذكرت فرق البحث أنه على الأرجح هناك العديد من الجثث التي لم يتم انتشالها. وأضاف في مؤتمر صحفي في ساعة متأخرة من يوم أمس أن: "السبب كان حماية السكان والصحفيين والمدنيين وفتح المجال لفرق الإنقاذ لأداء عملهم بصورة ملائمة". وضربت عاصفة دانيال القوية شرقي ليبيا يوم 10 سبتمبر الجاري بعدما ضربت اليونان وبلغاريا وتركيا في وقت سابق. وانهار سدان في ميناء درنة، مما أدى إلى اكتساح المياه لمناطق واسعة من المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وسط مخاوف من سقوط آلاف القتلى. وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت أرقام متضاربة من الدولة المنقسمة سياسيا حول عدد القتلى جراء الفيضانات. وأفاد عبدالجليل بأن إجمالي من تأكدت وفاتهم رسميا حتى اليوم بلغ 3351 شخصا. أعلن الدفاع المدني الروسي أن عمال الإنقاذ الروس انتشلوا خمس جثث أخرى من تحت الأنقاض، في مدينة درنة الساحلية التي ضربتها الفيضانات شرقي ليبيا. وأضاف أن فرق الإنقاذ قامت بتمشيط عدة كيلومترات من الساحل، والمناطق المتضررة بالمدينة، وانتشلت خمس جثث من تحت الأنقاض خلال ال 24 ساعة الماضية. وأقامت روسيا مستشفيات ميدانية وأرسلت متخصصين للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ في درنة. وبحسب النشطاء، تم قطع الاتصالات داخل درنة. وذكرت صحيفة قناة "الحدث" التلفزيونية إنه تمت مطالبة الصحفيين بمغادرة درنة بحلول الظهر. وأضافت أن السلطات في شرق ليبيا عزت ذلك لأسباب تتعلق بتوفير مساحة عمل لفرق الإغاثة، والخطر من انهيار المباني. لكن يبدو أنه تم إلغاء القرار، حيث قال وزير الداخلية في حكومة شرق ليبيا عصام أبو زريبة، إن الصحفيين يمارسون عملهم في المدينة المنكوبة كالمعتاد. ونقلت قناة "المسار" التابعة لتلفزيون شرق ليبيا عن شركة الاتصالات الليبية قولها إن "كابلات الألياف الضوئية التي تربط عددا من الطرق في المنطقة الشرقية قد انقطعت". تفشي الكوليرا ويعتقد العديد من النشطاء أن الاحتجاجات التي وقعت داخل درنة ضد حكومة شرق ليبيا، وغطتها قنوات تلفزيونية أجنبية، دفعت السلطات إلى اتخاذ القرار بمطالبة الصحفيين بمغادرة المدينة. وفي تلك الأُثناء، قالت غرفة عمليات الطوارئ لدى وزارة الصحة أنه جرى تقسيم درنة إلى ثلاث مناطق. بالنسبة للمنطقة الأولى، فهي مدمرة للغاية لدرجة أنه يستحيل العيش فيها ولابد أن يتم إخلاؤها من السكان، لكن فرق الإنقاذ والإسعاف يمكنها مواصلة العمل هناك. أما الثانية، فصارت هشة بعدما غمرتها المياه ويمثل العيش بها خطرا على الأفراد، وأما المنطقة الثالثة فلم تضرر ويمكن العيش فيها. وحذر مراقبون دوليون من أن المناطق المتضررة من الفيضانات مهددة بحدوث "أزمة صحية عامة تتصاعد بسرعة". وهناك مخاوف متزايدة بشأن احتمال تفشي وباء الكوليرا والذي يمكن أن يؤثر على الناجين. ورغم ذلك، نفى عبدالجليل هذا مشيرا إلى عدم وجود وباء، ولفت إلى أنه لم يتم تسجيل حالات إصابة بالكوليرا في ليبيا منذ سنوات.