توفي نحو 1200 طفل جراء الحصبة وسوء التغذية في تسعة مخيمات للاجئين في السودان منذ مايو، وقد يموت عشرات الآلاف الآخرين بحلول نهاية السنة على ما أعلنت الأممالمتحدة. وقال آلن مينا، مسؤول الصحة العامة في مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين "أكثر من 1200 طفل دون سن الخامسة توفوا في تسعة مخيمات في الفترة بين 15 مايو و14 سبتمبر. ويعود ذلك إلى تفش محتمل لمرض الحصبة وسوء التغذية الحاد. اشتباكات في بورتسودان اشتبك الجيش السوداني في بورتسودان مع عناصر ميليشيا قبلية، وفق ما أفاد شهود، في أول مواجهة مسلّحة تشهدها المدينة الساحلية منذ اندلاع الحرب، بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل. ويشهد السودان منذ 15 أبريل معارك طاحنة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وقال شاهد عيان في بورتسوردان، إنّ وسط المدينة المطلّة على البحر الأحمر شهد "تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش وميليشيا يقودها شيبة ضرار" القيادي في قبيلة البجا. وأضاف شاهد عيان آخر طالباً بدوره عدم كشف هويته، أنّ "جنوداً انتشروا في المنطقة بعد إزالة نقاط تفتيش كانت الميليشيا أقامتها"، في حين أفاد آخرون ب"عودة الهدوء" بعد فترة قصيرة. وتضمّ بورتسودان المطار الوحيد الذي لا يزال يعمل في السودان، وتؤوي مسؤولين حكوميين وأمميين غادروا العاصمة الخرطوم هرباً من المعارك. وتواصلت في العاصمة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتخلّلها وفق شهود عيان قصف جوي وبالمدفعية الثقيلة. وبقيت بورتسدوان بمنأى من العنف إلى أن اندلعت الاشتباكات فيها ليل أمس. وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة شكّلت بورتسودان قاعدة للبرهان، الذي بقي حتى أواخر أغسطس متحصّناً في مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، والذي يحاصره مقاتلو قوات الدعم السريع. ومذّاك أجرى البرهان ستّ رحلات خارجية انطلاقاً من بورتسودان، في خطوة اعتبر محلّلون أنها تنطوي على مساع دبلوماسية لتعزيز موقعه في حال أجريت مفاوضات لوضع حدّ للنزاع. معارك في الخرطوم وفي بداية النزاع دعم شيبة ضرار الجيش، لكنّه عاد ووجّه انتقادات حادّة لمسؤولين حكوميين انتقلوا إلى شرق السودان، من دون أن يعلن تحالفه مع قوات الدعم السريع، وتعهّدت قبائل أخرى في شرق السودان بدعم الجيش. ومنذ اندلاع المعارك في أبريل، قُتل نحو 7500 شخص، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع. كما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار، وخصوصا مصر وتشاد. ولليوم الثالث على التوالي، هاجمت قوات الدعم السريع مقر قيادة الجيش في وسط الخرطوم، وقد ردّ الجيش بشنّ غارات جوية بالطائرات الحربية والمسيّرات، وفق ما أفاد شهود في المنطقة. وأفاد آخرون في أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة لنهر النيل، بأنّ الجيش قصف قواعد لقوات الدعم السريع بواسطة المدفعية. وأمس الأول أدّت اشتباكات عنيفة في الخرطوم إلى اشتعال النيران في مبانٍ بوسط العاصمة. وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة، أبرزها البرج الذي يضم مقرّ ومكاتب شركة النيل، كبرى شركات النفط في البلاد. وقالت قوات الدعم السريع إن المباني دمّرت في هجمات شنّها سلاح الجو، في حين جاء في بيان أصدرته الاثنين وزارة الخارجية التابعة للبرهان، وأوردته وكالة السودان للأنباء أنّ "الميليشيا المتمرّدة لجأت خلال اليومين الماضيين لعمليات التخريب والحرائق في إطار حملتها الشريرة والممنهجة لتدمير العاصمة القومية". ويتّهم نشطاء وجمعيات إغاثة ومنظمات دولية الطرفين باستهداف البنى التحتية وبتعريض حياة المدنيين للخطر.