بكل الثقة، وكل الاقتدار، تراهن المملكة على جدوى قطاع الترفيه، وترى فيه أحد المرتكزات المهمة التي يرتكن إليها الاقتصاد السعودي في مرحلته المقبلة، ليحقق تطلعات وأحلام رؤية 2030 في أن تصبح السعودية مركزاً للترفيه الجاد والمفيد، في منطقة الشرق، الأوسط والعالم، وليس هذا بمستحيل على المملكة. الاهتمام الرسمي بقطاع الترفيه، منذ الإعلان عن رؤية 2030 في صيف العام 2016، يشير إلى أن المملكة قد عزمت الأمر على الانطلاق في هذا القطاع، من حيث انتهى الآخرون، والوصول فيه إلى أبعد نقطة من التطور والابتكار، في إشارة إلى أن الترفيه صناعة مثل أي صناعة أخرى، تعطي بسخاء لمن يهتم بها، ويبتكر برامجها، وهو ما ألمح إليه صراحة المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، عند الإعلان عن تفاصيل النسخة الرابعة من موسم الرياض. لا ينبغي أن ننظر إلى هذه الفعالية على أن نسخة جديدة من موسم الرياض، تقدم بعض الفعاليات المتنوعة فحسب، وإنما يجب أن ننظر إليها على أنها تكشف بوضوح، عن توجهات المملكة في تطوير قطاع الترفيه، بأساليب جديدة وأفكار جاءت من خارج الصندوق، لتكون المملكة مركزاً للترفيه في المنطقة، من خلال القدرة على تأسيس شخصية سعودية ترفيهية جديدة في الأدوات والأهداف، لا تعرف المحاكاة أو التقليد، وهو ما رأيناه يتحقق على أرض الواقع أمامنا، من خلال برامج ترفيهية وطنية، أقل ما توصف به بأنها جذابة ومبتكرة، وتلبي للإنسان احتياجاته من الترفيه الجاد والمفيد. ولعل ما لفت نظري إلى فعاليات موسم الرياض، أن القطاع الخاص سيكون شريكاً في تنظيمها وإدارتها، في خطوة تؤكد ثقة الدولة في إمكانات القطاع، وقدرته على صناعة ترفيه سعودي خالص، ولكن بمواصفات عالمية، وفي هذا رسالة تطمين، بأن مستقبل قطاع الترفيه في المملكة مزدهر، بضمان الدولة، وبخبرات القطاع الخاص، كما أن القطاع، سيوفر -بجانب الترفيه- الوظائف الشاغرة لأبناء الوطن. لا أستبعد أن تكون النسخة الرابعة لموسم الرياض، بداية عهد جديد لقطاع الترفيه في المملكة، عهد نرى فيه السياح من جميع أنحاء العالم، يقصدون بلادنا، لقضاء أوقات جميلة فيها، والاستمتاع ببرامج الترفيه السعودية، والتعرف على الإرث الثقافي والعمق التاريخي للمملكة، وكيف نهض رجال هذا الوطن ببلادهم، وأوصلوها إلى ما فيه اليوم من تطور ونمو وازدهار، ليس عندي شك بأن هذا الحلم بات قريباً، عطفاً على ما وعدت به رؤية 2030، عندما أعلنت أن المملكة ستكون دولة محورية، في العديد من القطاعات، ومن بينها قطاع الترفيه. التفاؤل بموسم الرياض، لا حدود له، خاصة إذا عرفنا أن الموسم يحظى بكل الدعم من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي استشعر في وقت مبكر، حاجة المملكة وقدرتها على تأسيس قطاع ترفيه نموذجي، كما استشعر حاجة المواطن إلى برامج ترفيهية مغايرة، تعفيه من السفر للخارج، بحثاً عن الترفيه، وهو ما يسهم في تحقيق نجاحات ترفيهية سعودية على المستويين المحلي والعالمي.