على أرض الواقع، حققت المملكة قفزاتٍ نوعيةً في صناعة الترفيه، وانتقلت به من مرحلة بدائية متواضعة، إلى مراحل متقدمة، شهد بها الجميع في الداخل والخارج، وهو ما انعكس على تعزيز رفاهية المجتمع، ودعم أركان الاقتصاد الوطني، ووفر جزءاً كبيراً من ميزانيات ضخمة، كانت تُنفق في السياحة الخارجية. ولم يكن لقطاع الترفيه السعودي أن يحقق هذا التقدم، لولا إدراك الحكومة الرشيدة بأن الترفيه بات حاجةً إنسانيةً مهمةً، ومطلباً اجتماعياً، ينبغي الاهتمام به ودعمه بصفة مستمرة، في إطار برامج وخطط، جعلت منه أحد مسارات برامج جودة الحياة التي تبنتها رؤية 2030، وتلتزم بها، وزاد الاهتمام والدعم بتأسيس هيئة عامة للترفيه، تمتلك الصلاحيات الكاملة للنهوض بالقطاع. صناعة الترفيه لم تقتصر على منطقة دون سواها، وباتت جميع مناطق المملكة هدفاً لأنشطة القطاع، عبر مهرجانات وبرامج وفعاليات متنوعة، يتم الإعداد فيها بكل حرفية عالية ومهنية لا تخلو من ابتكار، لتحقيق الأهداف المرجوة من القطاع، ولعل موسم الرياض 2022 الذي انطلق مساء أمس أحد الشواهد على ما وصلت إليه المملكة من تقدم وتطور في صناعة الترفيه وإدارته. ويجمع "موسم الرياض" خليطاً من الفن والطرب والتراث والسياحة والتنوع الثقافي، وتتجاوز سمعة الموسم حدود البلاد، ما جعل الحدث يتصدر الترند العالمي على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، ليس لسبب سوى أن موسم الرياض بات واحداً من أهم صور صناعة الترفيه محلياً وإقليمياً، ويشهد كل عام إبداعاً جديداً في اختيار فعالياته وبرامجه التي تتلمس احتياجات الزوار، وتحقق لهم كل ما يتمنونه ويحلمون به، بل إن بعض هذه البرامج لا يرتبط بوقت إقامة الموسم، وبات مستمراً طوال العام. واليوم، تبدو الرياض مع موسمها، مركزاً ترفيهياً، قادراً على جذب المواطنين والمقيمين، فضلاً عن الزوار من دول الخليج العربي وغيرها، للاستمتاع بهذا الكم من البرامج والفعاليات المتنوعة، إلى جانب الاطلاع على تجربة السعوديين في صناعة ترفيه جاد وملتزم، يضيف إلى الإنسان أبعاداً ثقافيةً، بعيداً عن العري والابتذال. ويعزز التفاؤل في مستقبل قطاع الترفيه، أنه يلقى دعماً استثنائياً ومتواصلاً من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، باعتباره أحد القطاعات المهمة التي تراهن عليه رؤية 2030، ليكون داعماً للاقتصاد، من خلال مشاركة القطاع الخاص فيه، إلى جانب جذب استثمارات أجنبية إليه، وهو ما يتحقق على مرأى ومسمع من الجميع.