من عرف الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري العم (محمد بن عمر بن عبدالرحمن العقيل) عن قرب وجالسه، ففي إحدى زيارتي له للسلام عليه -حفظه الله- في مكتبته بمنزله العامر قبل نحو شهر وجدت في شخصية هذا الرجل العالم الموسوعي الكثير والكثير، فقد وهبه الله خصالاً عديدة متأصلة بشخصية هذا الرجل الكريم بطبعه وفي أخلاقه وعطائه النقي وسريرة محبة للخير وأهله، إضافة إلى أنه جامع بين العلوم والمعارف في شتى مجالاتها العلمية والشرعية والتفسير وعلومه، وله إسهاماته المتعددة في الأدب والنقد والبلاغة ومؤرخاً بارعاً، وقد امتدت إبداعاته من خلال مقالاته وكتاباته الصحفية المستمرة والتي ظلت لعقود من الزمن نبراساً ينهل منها كل يقرؤها بالإضافة إلى جهوده الكبيرة في إثرائه المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والتي تعد ولا تحصى في مجالات عدة، ولأكثر من نصف قرن مضى، ولا أبالغ لو قلت إنه موسوعة علمية أدبية ثقافية جامعة تمشي على الأرض، واليوم أجد نفسي فيه عاجزاً عن التعبير بوصفه وسعادتنا الغامرة بفوز العم الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل بشخصية هذا العام الثقافية 2023، وبرعاية كريمة من سمو ولي العهد، فقد تم منحه الجائزة والتي تسلمها ابنه نيابة عنه (لظروفه الصحية الطارئة) نسأل الله له العفو والعافية وطول العمر على طاعته، وذلك في حفل أقامته وزارة الثقافة وهو ضمن جهودها الجبارة والمستمرة والتي تذكر لها فتشكر عليها، هذه المنظمة وبرعاية معالي وزير الثقافة ولدورها البارز في تعزيز دور ومكانة المملكة الثقافية والأدبية وفي شتى المجالات. إن المتتبع لمسيرة شيخنا أبو عبدالرحمن والتي استمرت لعقود من الزمن أعطى فيها وأبدع وساهم في العديد من المجالات الثقافية والأدبية بالإضافة إلى غزارة علمه وبلاغته ومعرفته بتاريخ الجزيرة العربية. حفظ الله شيخنا العم أبو عبدالرحمن ابن عقيل بحفظه ورعايته ومده بعونه وتوفيقه ومتعه الله بالصحة والعافية، وبارك الله في ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة والتي ترفع للعلم والعلماء والأدباء والمفكرين قدرهم وتكرمهم انطلاقاً من رسالتها السامية التي تستمدها من شريعتنا الغراء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.