لأن التخطيط لهذه المرحلة واستيعابها كان معدوماً من قبل إدارة الاتحاد لذا نشاهد الآن ما يحدث من إضاعة لمكتسب بدل إضافة مكتسبات أخرى، فلو افترضنا كان الخيار هو الاستغناء عن غروهي، فتلك ليست كارثة وحسب بل أم الكوارث، فأنت بهذا تفرط بأفضل حارس في الدوري السعودي استطاع في كل مراحل "الترقيع" أن يقلل من حجم الكوارث التي كانت ستسجل في تاريخ الاتحاد، وقد يقول البعض التعاقد مع المعيوف "لعبة معلم" وبكل بساطة لن يتأثر الفريق بإبعاد غروهي، وهذا رأي سريع يتغافل عن إشكالية وجود البديل للمعيوف بالخبرة والكفاءة نفسها، والكل شاهد عندما كان غروهي يصاب كان جمهور الاتحاد هو الآخر يصاب بحالة من القلق والترقب! والهلال عندما استغنى عن المعيوف لم يكن الأمر نتيجة تخبط سابق أو بشكل اضطراري بل مدروس وبدقة، حيث قبل اتخاذ خطوة الاستغناء عن المعيوف تم التعاقد مع الحارس بونو مع وجود العويس، هنا اكتملت معادلة النجاح.. بينما في الاتحاد تستمر معادلة "العشوائية" التي أوصلت الفريق إلى نقطة اللاخيار، فكلا الأمرين ليس في مصلحة منظومة الاتحاد سواء إبعاد غروهي أو جوتا لحاجة الفريق إلى لاعب طرف. وهذا يعيدنا إلى بداية السطور الأولى لهذا المقال ألا وهي: عدم وجود تخطيط أو معالجة للأخطاء المتكررة من إدارة أنمار، خاصة ما نادت به الجماهير مراراً وتكراراً وهو تقوية الدكة الاتحادية خاصة باللاعب المحلي، وتلك المطالبات من الموسم الثاني لهذه الإدارة ولكن تحركها كان محدوداً ولا يلبي احتياجات الفريق خاصة أن الفرق المنافسة مثل الهلال والنصر كانت تعمل منذ 2020 وبشكل ملحوظ في عملية استقطاب كبيرة للاعب المحلي بعكس إدارة الاتحاد حيث كان "الاستقطاب بالقطارة". وبمقارنة بين استقطابات قطبي العاصمة واستقطابات الاتحاد ستجد الفرق واضحاً للقطبين، كلاً منهما كحد أدنى استقطب ما لا يقل عن 10 إلى 12 لاعباً، هذا كأقل تقدير، بينما في الاتحاد يعدون على أصابع اليد الواحدة. وستظهر نتيجة هذا الخلل وسوء التخطيط في تلبيات احتياجات الفريق في المشاركات المتعددة التي سيخوضها الاتحاد بداية بالآسيوية وبطولة العالم للأندية بالإضافة للمشاركات الأخرى، وكل تلك البطولات تحتاج لعملية التدوير التي تحتاج إلى وجود لاعبي دكة بكفاءة الأساسيين، وهذه معادلة لم تعمل إدارة الاتحاد على التخطيط لها، وبالتالي يستمر وضع قلق جماهير الاتحاد خاصة في ظل استعداد كل الفرق وبشكل مبكر سواء في التعاقد مع اللاعبين أو حل إشكاليات إدارية تؤثر في إبرام عقود جديد كما هو حاصل الآن مع إدارة أنمار، حيث جددت مع أكثر من لاعب بدون تخطيط للمرحلة الحالية مما أدخلها في إشكالية فسخ عقود وشروط جزائية في حالة فسخ العقود، كل هذا المشهد المرتبك لميركاتو الاتحاد كان نتيجة العشوائية وعدم وجود أجندة تستوعب المرحلة الجديدة. في المقص: وإن امتلكت الدعم المادي فلن يكفي بدون الفكر الإداري خاصة في قيادة نادٍ بحجم الاتحاد المونديالي. إبراهيم عسيري إبراهيم عسيري - جدة