الساعات الأخيرة لفترة الانتقالات الصيفية، ولا أعلم هل ستقرأ هذه السطور الآن أم بعد أن تنتهي الفترة، في أغلب الحالات هذا لا يهم، لأن إدارة أنمار لن تأتي بجديد، فقد انتهت رحلة البحث عن مدافع طوال الثلاثة أشهر الماضية بلاعب مغمور وعقد لمدة 3 سنوات وبمبلغ يتجاوز ال 20 مليون يورو رغم دعم الصندوق وفتح السوق الأوروبي للتبضع، تأتي هذه الصفقة بعد أن تمت مماطلة راموس ثم عادوا إليه لكنه قرر أن ينتقم فذهب إلى إشبيلية، أعتقد أن الأمر لا علاقة له ببداياته الكروية ووفائه فقد كان يشتمهم قبل عدة مواسم؛ لكنه كان بحاجة لرد اعتباره كلاعب عالمي شاخ ولم يجد من يتعاقد معه فوجدها فرصة لأن "يعلّم أنمار وكعكي كما علّم كل الإدارات التي تفاوضت معه" وأن يلبس ثوب الولاء قبل وفاته "فرأس مال راموس سمعته" وصلاح ليس أفضل منه وبالحديث عن الهرم الفرعوني الرابع فقد قرر المصريون أنه ليس للبيع، فهو إرث قومي يجب أن يبقى في أوروبا كما هي المومياوات الفرعونية التي تقبع في قاعات متحف اللوفر، فالمصريون مؤمنون أن تراثهم معرض للضياع ما لم يُحفظ في المتاحف الأوروبية، فكل الوطن العربي لا يقدر هذا التراث و أولهم مصر طبعاً، من جانب عملي أعتقد أني مع هذا الرأي حين أتذكر أن أنمار هو الرئيس وكعكي هو النائب، فصلاح تشبع من الإدارات الهاوية وعانى من ذلك مع المنتخب المصري وليس بحاجة لأن يختم تاريخه وهو يسمع خطب أنمار، بل إن من حظ بنزيما أنه لا يجيد العربية ويعتمد على المترجم الذي غالباً ينمق تلك الخطب كما أن فكرة قدوم صلاح بوجود حمدالله تعني أن حمدالله سيضطر لربط يده وإطالة شعره ليصبح حمدالله أبو ربطة المكدّش؛ حتى يثبت لنا أنه النجم الأوحد القادر على اللعب تحت الضغط وبين كل النجوم وقادر على استنساخ أشكالهم والتسجيل أكثر منهم، ولكن حين أرى ذلك من منظور وطني بحت؛ فإن تنظيم المونديال هذا العام فرصة لتحقيق إنجاز غير مسبوق للوطن الذي بذل كل شيء للأندية التي ما زالت عاجزة عن ترجمة ذلك. قدوم صلاح غير وارد وأسطورة سانتو التي تحولت إلى مدرب عاجز عن اختيار التشكيل وضبط الدكة والتصريح بصراحة من يستحق الرحيل تعكس حجم العشوائية التي يدار بها الفريق، وكمية التناقضات في السطور السابقة تعكس جودة العمل الإداري المليء بالعجائب التي جعلت المشجع لا يعرف ماذا يريد ولا يدري عما يتحدث ولا ماذا ينتظر في آخر ساعات السوق ولا يعي كمية الكوارث لكثرتها، لهذا أصبحنا نتحدث عن آخر كارثة فقط؛ لأننا نؤمن أن الكارثة القادمة لن تترك لنا فرصة للحديث عن الكارثة السابقة وعلينا أن نتعاطى مع الحدث الأبرز طالما تفرغت الإدارة لتقديم الوهم والشفرات للجماهير، وعجزت عن تقديم لاعب حقيقي قادر على الارتقاء بمنظومة الفريق، ويبقى السؤال.. ما الشفرة القادمة يا دافنشي الصحافة؟. عماد الحمراني عماد الحمراني - جدة