كسب الهلال المعركة الكروية في الكلاسيكو السعودي المصبوغ بصبغة عالمية وتحت أنظار العالم بأسره، مباراة تاريخية من حيث المستوى والنتيجة والإثارة والأحداث والحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية، فأظهرت الوجه الجديد للدوري السعودي "العالمي"، سجل الفرنسي بنزيما ورد عليه الصربي ميتروفيتش بهاتريك مدوٍ وقوي، برز كانتي، فابينهو، كورناردو، نيفيز، بونو، ميتروفيتش، والذي لا يقل عنهم عالمية ونجومية سالم، الشوط الأول والعشر دقائق الأولى من أخيه الثاني كان السيناريو فيهما كارثياً وكابوساً مخيفاً على الهلاليين لم يعيشوا مثله في السنوات الأخيرة، فأتت الثلاثية الاتحادية وكانت مؤهلة لأن تزداد لولا الله ثم تألق المغربي بونو، بونو الرائع والأنيق والهادئ والرابط الجأش هو من أعاد الهلال للمباراة بتصديه لعدة انفرادات محققة التسجيل، صحيح أنه استقبل ثلاثة أهداف لكنها كانت مستحيلة التخليص وأتت جميعها من على خط الستة أو حولها وبمرمى مكشوف محسور، صحيح أنه استقبل ثلاثة أهداف لكنه كان نجم المباراة مع الصربي الفتاك ميتروفيتش وكأنه سمح بحدوثها كندبة في كمال أدائه حتى تقيه من العين كما قال الأول: ما كان أحوج ذا الكمال إلى عيب يوقيه من العين وبنزول كابوس الاتحاد ميشييل استفاق الهلال من غيبوبته وانتفض بشخصيته وعاد بهيبته وسجل رباعية كادت تصل لخماسية بفضل صبغته DNA، انتهت نشوة الفوز والفرحة به والآن جاء دور وضع المجهر على الأخطاء ومعالجتها وإصلاح الكوارث الخلفية للأزرق، فشكل الهلال بلا كرة مقلقل مزعج لا يسر الناظرين، رغم الفوز برباعية إلا أن هذه الرباعية تظل مخيفة جداً ومقلقة جداً والفريق ليس بمأمن من خسارة تاريخية مستقبلاً إن تكررت تلك الأخطاء بذات اللباس وتلك الأنفاس، فمن الانتحار الفني أن يلعب جيسوس بدفاعه المتقدم وهو المبعثر أساساً أمام هجوم يضم بنزيما أفضل لاعب في العالم وحمدالله المهاجم الخطير والذي سبر أغوار الدوري يليهما النجمان روما وكوراندو ومن خلفهما العالميان كانتي وفابينهو. فما زال دفاع الهلال يعتريه النقص في العناصر وفي التنظيم وليس مؤهلاً للعب بطريقة جيسوس المعتاده أمام منافسٍ قوي وشرس والاستمرار عليها يؤدي لنتائج وخيمة ولن تسلم الجرة في كل مرة. جيسوس مدرب ممتاز وحاد هجومياً وشرس انضباطاً ولكنه متهور جداً جداً دفاعياً وكثير ما يكشف دفاعه للمنافسين بهذه الحدة الهجومية، قد تكون ملائمة في 85 ٪ من مباريات الدوري بسبب تفوق الهلال على المنافس فنياً وعناصرياً ولكنها ليست كذلك في النسبة المتبقية، فقاعدة دع المنافس يسجل في مرماي وأنا سأسجل أكثر وأكسب ليست مناسبة في كل مباراة. في بعض الأحيان يكون المنافس بطيئا الرتم أو يريد المباراة أن تسير هكذا عندها يفقد جيسوس سلاحه الفتاك وهو الرتم السريع، أو قد لا يكون مهاجموه في فورمتهم المعتادة عندها لن يكون قادرا على العودة للمباراة، أتفهم إصراره على طريقته فهذا أسلوبه لكن لا مانع من شيء من المرونة والليونة حتى تتسق المنظومة الهلالية هجوماً ودفاعاً وهذا دور الكابتن محمد الشلهوب والذي يبرز دوره في هذا الجانب تحديداً، فئة تطالب بتغيير جيسوس والاستفادة من فترة التوقف وأخرى ترى العكس وكل له وجهة نظره الخاصة وهذا التباين صحي وليس العمس كما يدعيه البعض والذي يحفظون جملاً كروية يرددونها ولا يعرفون معناها فهو تباين يدعو في حقيقته إلى الائتلاف لا الاختلاف وهو الخوف على الهلال. خاتمة: أثبتت مباريات الهلال واحدة تلو الأخرى حاجته لظهير أيسر أكثر نشاطاً وحيويةً من الفدائي ياسر الشهراني وهو المتعب والمنهك، حتى لو كان محلياً وليس أجنبياً.