عن دار تشكيل السعودية وبدعم ومتابعة من دارة الملك عبدالعزيز ضمن برنامجها الجديد الذي تعمل عليه منذ سنة تقريباً: (تاريخنا قصة) صدرت الرواية الأولى للشاعر والكاتب والأكاديمي السعودي شتيوي الغيثي تحت عنوان: (دموع الرمل) في حوالي 146 صفحة من القطع المتوسط. وتعد الرواية تاريخية بدوية الطابع تدور في الفضاء الصحراوي لأهالي منطقة نجد، وتعود في حقبتها التاريخية إلى ما قبل 120 عاماً في عمق التوترات السياسية والنزاع على الحكم بين محاولات توحيد الملك عبدالعزيز للجزيرة العربية واستعادة ملك آبائه وأجداده، ومحاولات إمارة آل رشيد لصدّ هذا التوحيد والإبقاء على إمارة حائل قوية، مما يجعل الرواية تخوض في هذه المنطقة التاريخية الحساسة والمفصلية من تاريخ الدولة السعودية الثالثة؛ إضافة إلى فترة تمرد إخوان من أطاع الله، على حكم الملك عبدالعزيز إلى مرحلة القضاء على تمردهم في معركة السبلة المشهورة، ما يعني أن شخصيات الرواية الرئيسة: نويّر وأبوها وولدها ضاري وحكايتهم البدوية الخالصة تقع على الهامش من تلك الأحداث على المستوى السياسي، ولكنها في مركز العملية السردية على المستوى الفني. والرواية على رغم صغر حجمها إلا أنها تعالج العديد من المراحل التاريخية والحقب الزمنية من خلال لعبة سردية تذهب إلى الأمام وتعود إلى الخلف بحسب المنظور السردي، مما يجعل القارئ يتنقل بين عدة أزمنة سردية ليمكنه القبض على التفاصيل السردية والتاريخية العديدة التي تعالج حقباً تاريخية مختلفة ومتباعدة نوعاً ما من خلال شخصية نويّر التي تُعتبر الشخصية الأهم في الرواية وعليها يدور مناط بنية الحكاية، من خلال استخدام أسلوب السارد العليم. وربما يكون من المثير للاهتمام أكثر أن مؤلف الرواية معروف عنه الاهتمام بفضاء البداوة في الرواية العربية وكانت رسالة الدكتوراه تحمل ذات العنوان، الأمر الذي جعل هذه الرواية تتويجاً لذلك الاهتمام الخاص بحيث عاد فيها مرة أخرى إلى الفضاء البدوي ليعيد تسريد التاريخ من جديد. وشتيوي الغيثي في الأساس شاعر وكاتب وأكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب الحديث، ويعمل أستاذاً في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، وصدرت له حتى الآن ثلاثة دواوين شعرية: (لا ظلّ يتبعني) و( عُمْرٌ يُزمّله القصيد) و(سيرة لبياض قديم) وعدد من الكتب الفكرية مثل: (قشرة الحضارة: إشكاليات الثقافة السعودية وتحولاتها) و(ميادين التغيير: أوطان تنقصها الأسئلة) وكتابان نقديّان يدوران حول البداوة: (حداثة البدوي: قلق الهوية في الخطاب الشعري.. سليمان الفليّح أنموذجاً) و( سرد البداوة: تمثّلات الذاكرة في الخطاب الروائي) وهو حاصل على جائزة المركز الثالث في مسابقة شاعر عكاظ لعام 2019م، وتم تكريمه في العديد من المؤسسات الثقافية في نادي جدة الأدبي وجمعية الثقافة والفنون في المدينةالمنورة وله العديد من الأنشطة الثقافية والمحاضرات والندوات داخل السعودية وخارجها، وله العديد أيضاً من الأمسيات الشعرية في الداخل السعودي، وهو عضو سابق في نادي حائل الأدبي وعضو مؤسس في منتدى الفكر في نادي المدينة الأدبي، وعضو مجلس إدارة في الجمعية السعودية للفلسفة. الجدير بالذكر أن برنامج دارة الملك عبدالعزيز: (تاريخنا قصة) يهدف إلى تمكين الكاتب والروائي السعودي من تاريخ الجزيرة العربية وخاصة في الثلاث مئة سنة الماضية لإعادة سرد وكتابة تاريخ الدولة السعودية بمراحلها الثلاث بقالب فني سردي لتمكين المجتمع السعودي والقارئ العربي على الاطلاع على بعض التفاصيل الحياتية والتاريخية في الجزيرة العربية مع أهمية المصداقية التاريخية دون الخلل في الجوانب الفنية المعروفة في الأعمال الروائية. رواية دموع الرمل