أصدر الشاعر الكاتب الدكتور شتيوي الغيثي، عمله الروائي الأول (دموع الرمل) عقب ثلاث مجموعات شعرية (لاظل يتبعني)، و(عمر يزمله القصيد)، و(سيرة لبياض قديم)، وأربعة كتب فكرية ونقدية: (قشرة الحضارة.. إشكاليات الثقافة السعودية وتحولاتها)، و(مدائن التغيير.. أوطان تنقصها الأسئلة)، و(حداثة البدوي.. قلق الهوية في الخطاب الشعري- سليمان الفليح أنموذجاً)، و(سرد البداوة.. تمثلات الذاكرة في الخطاب الروائي). وتقوم ثيمة العمل الروائي (دموع الرمل) على قصة (نويّر البدوية) التي تعيش في جنوب صحاري منطقة حائل، إذ تقودها الحياة إلى مصائر عدة؛ لم تكن تتوقعها لولا أن والدها (أبو نويّر) الذي آثر القتال والموت في إحدى تلك المعارك، ليعقب ذلك ولادتها لطفلها (ضاري) الذي لم يكن ذا بال في الرواية لولا بعض القرارات الخاطئة التي تقوده إلى مصير مجهول، لتبقى (نويّر) غارقة في حياتها التي تحاول أن ترتبها إثر خذلان الحياة لها، وفضاء المكان للرواية صحراء نجد؛ الذي تدور فيها أحداث العمل السردي، متخذاً من الجانب التاريخي إطاراً سردياً لكشف العديد من الأحداث التاريخية والسياسية التي حصلت في أعالي منطقة نجد قبل 120 عاماً من الآن، خصوصا تلك الأحداث التي جرت أثناء استعادة الملك عبدالعزيز آل سعود ملك آبائه وأجداده ومنازعاته السياسية مع إمارة آل رشيد، وتحديداً في نهاية تلك الإمارة مع عبدالعزيز آل رشيد الملقب بالجنازة، بوصفه واحداً من أقوى الشخصيات التاريخية في إمارة آل رشيد في حائل، وتسهب الرواية في سرد أحداثها مستقصيةً بعض مراحل توحيد المملكة العربية السعودية، والأحداث الحساسة من تاريخ الدولة مثل، تمرد إخوان من طاع الله، وبرغم أن الرواية تسير في الجانب التاريخي إلا أننا نلحظ اهتمام السارد بحكاية (نويّر) وتقلبات حياتها البدوية، إضافة إلى اهتمامه الخاص بتوصيف الفضاء المكاني الصحراوي الذي كان شاهداً مباشر على الحكاية حدّ أنه تحول (الرمل) إلى الكائن الأكثر قرباً من حياة (نويّر) فأخذ دموعها فكانت التسمية (دموع الرمل). وتقع الرواية في 140 صفحة من القطع المتوسط، وصدرت عن دار تشكيل بدعم ومتابعة دارة الملك عبدالعزيز ضمن برنامج (تاريخنا قصة) والذي يهتم بإعادة سرد الأحداث التاريخية قبل نحو 100 - 300 عام من تاريخ الجزيرة العربية سرداً روائياً مشوّقاً ما يجعلنا أمام مشروع جديد سيكون له الكثير من الإيجابيات التاريخية والمعرفية والسردية.