كشف تقرير إرنست ويونغ (EY) لصفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن تسجيل المنطقة 318 صفقة في النصف الأول من عام 2023 بقيمة إجمالية بلغت 43.8 مليار دولار أميركي، واستحوذت منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على 254 صفقة من تلك الصفقات، بقيمة بلغت 42.5 مليار دولار أميركي، ومقارنة بالنصف الأول من عام 2022، فقد انخفض حجم الصفقات خلال هذه الفترة بنسبة 14 %، في حين شهدت قيمتها زيادة طفيفة بنسبة 0.4 %. وكان سوق صفقات الاندماج والاستحواذ في النصف الأول من العام متسقاً مع الاتجاهات التي هيمنت على النصف الثاني من عام 2022، وبينما استمرت الصفقات على الرغم من التوقعات الاقتصادية الضعيفة وارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف الركود والبيئة التضخمية والتوترات الجيوسياسية، إلا أن صانعي الصفقات بدوا وكأنهم يميلون نحو تبني نهج حذر في ظل ظروف السوق غير المستقرة. وواصلت صناديق الثروة السيادية، مثل جهاز أبو ظبي للاستثمار وشركة مبادلة من الإمارات العربية المتحدة، وصندوق الاستثمارات العامة من المملكة العربية السعودية، قيادة نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة لدعم الاستراتيجيات الاقتصادية في كلا البلدين. وشكلت الصفقات العابرة للحدود 57 % من إجمالي عدد الصفقات و85 % من قيمتها، وتنامى حضورها لا سيما بين الشركات التي تركز على النمو. وشكلت الصفقات الصادرة 32 % من إجمالي عدد صفقات الاندماج والاستحواذ في النصف الأول من عام 2023، و70 % من قيمتها. وبلغت قيمة الصفقات التي انخرطت فيها شركات ومؤسسات مرتبطة بالحكومة 29.9 مليار دولار أميركي، أي ما يمثل 68 % من إجمالي قيمة الصفقات المعلن عنها و19 % من حجم تلك الصفقات، في حين شكلت الصفقات التي شاركت فيها أسهم خاصة أو صناديق ثروة سيادية نحو 23 % من إجمالي حجم الصفقات و53 % من قيمتها. أما على صعيد القطاعات، فقد استحوذ قطاع التكنولوجيا على أكبر الصفقات قيمة خلال هذه الفترة، مع تسجيل صفقات بقيمة 15 مليار دولار أميركي، يليه قطاع المواد الكيميائية مع صفقات بقيمة 11.9 مليار دولار، متبوعاً بهامش كبير جداً بقطاع مزودي خدمات الرعاية مع صفقات معلنة بقيمة 3.3 مليار دولار أميركي. وحافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على تصدرها قائمة دول المنطقة المستهدفة بصفقات الاندماج والاستحواذ وقائمة الدول المشاركة في الصفقات من حيث القيمة، تليها المملكة العربية السعودية والكويت في كلا التصنيفين، كما جاءت مصر وعُمان ضمن الدول الخمس الأولى المشاركة في الصفقات، في حين برزت البحرين وقطر ضمن الدول الخمس الأولى المستهدفة بالصفقات من حيث القيمة. كما حافظت كندا على وصفها أكبر دولة مستحوذة من خارج المنطقة من حيث قيمة الصفقات، مع تنفيذها صفقات استحواذ بقيمة إجمالية بلغت 2.6 مليار دولار أميركي، بينما كانت فرنسا صاحبة أكبر عدد من الصفقات الواردة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بواقع 13 صفقة في النصف الأول من عام 2023. وفي تعليقه على التقرير، قال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY: "انخفض التضخم في معظم الاقتصادات في الأشهر الأخيرة بسبب تراجع أسعار الطاقة، وعلى الرغم من ذلك شهدنا استمراراً في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات بسرعة كبيرة. وقد سجلت عملية إبرام الصفقات بداية بطيئة في عام 2023 مع ارتفاع أسعار الفائدة واستمرار التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، مما أثر بشكل كبير على نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ. وعلى الرغم من التراجع الملحوظ على كافة الصعد، إلا أن الإمارات ظلت الوجهة الاستثمارية المفضلة في النصف الأول من العام، وذلك على خلفية الإصلاحات الحكومية التي تواصل جذب الاستثمار إلى البلاد". أكبر عمليات الاندماج وتركزت عشر من أكبر عمليات الاندماج والاستحواذ في المنطقة في كلٍّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وكانت شركة إدارة الأصول الأميركية "أبوللو جلوبال مانجمنت وجهاز أبوظبي للاستثمار أعلنا في مارس 2023، عن خطتهما للاستحواذ على شركة يونيفار سوليوشنز ومقرها الإمارات، مقابل 8.2 مليارات دولار أميركي، وفي الشهر نفسه، وقعت شركة بلاكستون اتفاقية نهائية مع جهاز أبوظبي للاستثمار للاستحواذ على شركة سي ڤنت القابضة الإماراتية مقابل 4.7 مليارات دولار أميركي. كما أعلنت مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، في أبريل 2023، عن خطتها للاستحواذ على 100 % من أسهم شركة تطوير ألعاب الهاتف المحمول الأميركية "Scopely" مقابل 4.9 مليارات دولار أميركي. تراجع نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية بنسبة 24 % في النصف الأول من عام 2023 مع تسجيل 138 صفقة، مقارنة بِ 181 صفقة خلال نفس الفترة من عام 2022. وشهدت قيمة الصفقات المعلن عنها انخفاضاً حاداً بنسبة 53 %، لتصل إلى 6.7 مليارات دولار أميركي، مقارنة مع 14.2 مليار دولار أميركي في النصف الأول من عام 2022. وشهد قطاع التكنولوجيا أعلى نشاط للصفقات المحلية مع 33 صفقة بقيمة 880 مليون دولار أميركي، مقارنة مع 55 صفقة بقيمة 584 مليون دولار أميركي خلال نفس الفترة من العام الماضي. ومع ذلك، فقد استحوذ قطاع العقارات على أكبر صفقة محلية تم إجراؤها في النصف الأول من عام 2023، باستحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة نسما وشركاهم للإنشاءات مقابل 1.3 مليار دولار أميركي. ارتفاع أسعار النفط يلقي بظلاله على الصفقات الواردة سجل النصف الأول من عام 2023 انخفاضاً في عدد الصفقات الواردة، مع 77 صفقة بقيمة 6.5 مليارات دولار أميركي، مقابل 94 صفقة بقيمة 9.8 مليارات دولار أميركي في النصف الأول من عام 2022، بانخفاضٍ نسبته 18 % من حيث عدد الصفقات و34 % من حيث قيمتها. وتظهر الصفقات الثلاث التي شهدها قطاع النفط والغاز خلال هذه الفترة أن ارتفاع أسعار النفط في عام 2022 كان له تأثير كبير على نشاط الصفقات هذا العام، وبلغت قيمة صفقة واحدة فقط من هذه الصفقات 1.6 مليار دولار أميركي، أي ما نسبته 97 % من إجمالي قيمة الصفقات الواردة المعلن عنها.