كشف تقرير متخصص عن صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة شهد انتعاشًا كبيرًا في عام 2021، مسجلاً زيادة بنسبة 66٪ مقارنة بعام 2020. وتصدرت الصفقات المحلية (إقليمية) مشهد هذه المستويات القياسية، إذ ارتفعت إلى 366 صفقة في عام 2021، مقارنة مع 192 صفقة في عام 2020. كما أظهر تقرير إرنست ويونغ (EY)، أن إجمالي قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة زادت بنسبة 16٪ في عام 2021 لتصل إلى 99 مليار دولار أمريكي، مرتفعة من 85.2 مليار دولار أمريكي في عام 2020، في حين بلغت القيمة الإجمالية لأكبر 10 صفقات في العام الفائت 58.8 مليار دولار أمريكي، أي ما يمثل 59٪ من إجمالي قيمة جميع الصفقات المعلنة. وفي تعليقه على التقرير، قال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY: "شهدنا في عام 2021 ارتفاعًا كبيرًا في نشاط عمليات الدمج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكان ذلك نتيجة مباشرة لتحسن ظروف السوق بعد بدء انحسار جائحة كوفيد-19. كما ساعد تعافي أسعار النفط والغاز وتحسن الأوضاع الصحية في تعزيز التوقعات الاقتصادية في المنطقة، مما أدى إلى تجديد الثقة في الشركات الإقليمية". ولعبت الكيانات المرتبطة بالحكومة، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية وشركات النفط الوطنية، دورًا محوريًا في أنشطة الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021، حيث استحوذت على ما قيمته 62.6 مليار دولار أمريكي، أو 63٪ من إجمالي قيمة الصفقة المعلنة والتي تبلغ 99 مليار دولار أمريكي كما كان من اللافت ارتفاع مشاركة قطاع الأسهم الخاصة في صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، حيث نفّذ 165 صفقة خلال عام 2021 مقابل 73 صفقة فقط في عام 2020. وسيواصل هذا القطاع لعب دور البائع في عام 2022، ولكن من المتوقع أن يزداد نشاط الأسهم الخاصة في عمليات الشراء في المستقبل، في ظل التوقعات بموجة وشيكة من عمليات جمع الأموال. النشاط الاستراتيجي وشهدت صفقات الاندماج والاستحواذ الاستراتيجية أيضًا نشاطًا جيدًا خلال عام 2021، مع تنفيذ صفقات مثيرة للاهتمام، كاستحواذ مجموعة صافولا على شركة بايارا للمكسرات والتوابل، بالإضافة إلى عدة عمليات استحواذ في مجال الحلويات والدواجن نفذتها مجموعة أغذية (Agthia) بهدف تعزيز مكانتها في قطاع الأغذية والمشروبات. وشهدت الإمارات العربية المتحدة أعلى مستوى لنشاط صفقات الاندماج والاستحواذ من حيث عدد الصفقات، بواقع 303 صفقات، بينما هيمنت المملكة العربية السعودية على أكبر حصة من قيمة الصفقات المعلنة مسجلة 47.4 مليار دولار أمريكي. وشهدت مصر أيضًا نشاطًا قويًا لصفقات الاندماج والاستحواذ خلال عام 2021، مسجلة 118 صفقة بقيمة 7.7 مليار دولار. من جانبه، قال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: "شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نشاطًا غير مسبوق لصفقات الاندماج والاستحواذ في عام 2021، ليس فقط من حيث العدد الكبير للصفقات، بل أيضًا لأن الكثير من الصفقات قد تم تنفيذها بصورة افتراضية، وعلاوة على ذلك، فقد كانت مستويات النشاط جيدة بشكل ثابت عبر القطاعات والمناطق الجغرافية المختلفة. ونحن نتوقع استمرار الثقة والزخم في الأسواق خلال عام 2022".شهدت المنطقة خلال عام 2021 نشاطًا كبيرًا لصفقات الاندماج والاستحواذ في قطاعات الطاقة والموارد والكيماويات، حيث تم توقيع عدة صفقات بمليارات الدولارات في المملكة العربية السعودية، واستحوذ قطاع النفط والغاز على الجزء الأكبر من قيمة الصفقات، مدفوعًا إلى حد كبير ببيع شركة أرامكو حصة في أعمال خطوط أنابيب الغاز الطبيعي. وكان كونسورتيوم بقيادة إي آي جي جلوبال إنرجي بارتنرز قد استحوذ في أبريل 2021 على حصة نسبتها 49٪ في شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام من شركة أرامكو مقابل 12.4 مليار دولار أمريكي. وتلا ذلك صفقة أخرى بقيمة 12 مليار دولار أمريكي في سبتمبر 2021 بعد أن وقع تحالف من المشترين يضم "إير برودكتس"، و"أكوا باور"، و"إير برودكتس قدرة"، اتفاقية استحواذ على وحدة فصل الهواء والتغويز وأصول مرافق وإنتاج كهرباء مع شركة أرامكو. ومع نهاية العام، وقعت شركة بلاك روك وشركة حصانة للاستثمار عقد تأجير وإعادة استئجار مع شركة أرامكو في ديسمبر 2021. وتتضمن الصفقة الاستحواذ على شبكة خطوط أنابيب الغاز الخاصة بأرامكو مقابل 15.5 مليار دولار أمريكي. وشهد قطاع التكنولوجيا أعلى نشاط للصفقات من حيث العدد خلال عام 2021، ومن بين 43 صفقة واردة شهدها هذا القطاع في المنطقة، كانت 20 صفقة من نصيب الإمارات ، ويعكس هذا الأمر الشهية المتزايدة للتحول الرقمي ومكانة دولة الإمارات كوجهة إقليمية للتكنولوجيا. من المتوقع أن يظل نشاط الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2022 قوياً، ومن أهم الموضوعات التي ستميز صفقات الاندماج والاستحواذ خلال هذا العام، استمرار استثمارات الكيانات المرتبطة بالحكومة، والصفقات في مجال التحول الرقمي والتكنولوجيا، وتحسين المحافظ الاستثمارية. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر استطلاع توقعات الرؤساء التنفيذيين الأخير الذي أجرته شركة EY، رؤى فريدة حول توجهات الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مختلف الصناعات إزاء عمليات الاندماج والاستحواذ، وتخصيص رأس المال. ويشير استطلاع الرأي هذا إلى أن المستوى فوق المتوسط لنشاط الاندماج والاستحواذ سيستمر في عام 2022، حيث يتطلع الرؤساء التنفيذيون في المنطقة إلى تحسين محافظهم الاستثمارية ومتابعة السعي خلف صفقات توفر لهم قدرات جديدة ودخول أسواق جديدة، وقد أشار نحو ثلثي (64٪) الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أن شركاتهم ستواصل السعي خلف صفقات اندماج واستحواذ في هذا العام.