تحولت الملابس المستعملة، إلى تجارة واستثمار، في مدن مأهولة بالسكان والمقيمين وتفيض بالعمالة من عدة جاليات آسيوية وأفريقية، وتقع ضمن مساحة اقتصاديات الحج والعمرة مثل مكةالمكرمةوجدة. وتظل تبرعات المحسنين من المواطنين والمقيمين والجمعيات الخيرية، أهم الموارد التي تغذي سوق هذه التجارة التي بدأت تتسع مساحتها بشكل لافت في أم القرى ومحافظة جدة، من خلال سوق حراج المعيصم وسوق حراج الصواريخ. وكشفت "جولة الرياض" أمس أن تجارة الملابس المستعملة تنشط في مواسم العمرة وأيام الحج ومساء يوم الجمعة في مكةالمكرمة. وتتسلل تجارة الملابس المستعملة بمكةالمكرمة وسط الشوارع والأزقة الداخلية في أحياء المنصور والهنداوية لكنها تستغل غياب الفرق الرقابية لممارسة البيع العشوائي على طرق المعتمرين وبالقرب من ساحات الحرم المكي. "الرياض" التي تسللت بين زحام الباعة والمشترين رصدت عدة مشاهدات منها أن 99% من الباعة أفارقة من الجنسين يعتمدون على نشر قطع قماشية بجوار المساجد الكبيرة والفنادق التي ينزلها أفارقة لعرض بضاعتهم من الثياب المستعملة الصيفية والشتوية، حيث تباع بثمن رخيص جداً يتراوح ما بين 10 إلى 15 ريالا للقطعة الواحدة. الثياب المستعملة التي عادة ما تطرح في سوق هذه التجارة من أسر ثرية ودخلها عال الغالب منها من ملابس الرجال والنساء والأطفال من الماركات وجودتها عالية ويمكن استخدامها بعد أن يتم فرزها من قبل الباعة وهو ما يجعل الزبائن يتهافتون عليها. تجارة الملابس المستعملة لا تحتاج إلى تسويق أو محلات بديكورات فاخرة وروادها نسبة كبيرة منهم من عمال الشركات والأسر ذوي الدخل المتدني، ويشير بشير يوسف "متعامل" إلى أن أنشط الفترات لبيع الملابس المستعملة في موسم الحج كون أن الحجاج يقبلون على شراء الملابس المستعملة بأسعار زهيدة كهدايا يحملونها معهم. تجارة الملابس لا زالت بحاجة إلى تنظيم وتحويلها من تجارة عشوائية تعتمد على افتراش الأرصفة وأرضيات الشوارع إلى محلات منظمة تقدم خدمات البيع والشراء والتعديل. الملمح الأهم في تجارة بيع الملابس المستعملة هو قلة المعروض من الملابس المستعملة الأمر الذي انعكس على قلة تردد النساء والفتيات فيما أفصح متعاملون إلى الملابس النسائية أصعب من حيث العرض والقياس وهو ما يحرج النساء عادة على شرائها. تجارة تغذيها مواسم العمرة والحج