يعد طقس فصل الصيف في مدينة الرياض شديد الحرارة، حيث إنه لا يطاق بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والغبار المهاجم الشرس الذي يعتبر حرباً نفسية لمن يعاني من التهاب الجيوب الأنفية. فكلما التقيت بأشخاص فإن أول سؤال يتبادر للأذهان هو (كيف حال الحر معك؟) ويروي يومياته مع الحر وتشغيل المكيفات بشكل دائم، نتصبب عرقاً بسبب الشمس الحارقة، وكأنك تسير على حطب من نار. تلك هي حالنا في فصل الصيف، فنحن نعيش بين جدران تنبثق منها حرارة تتحول بيوتنا إلى أفران المخابز والكعك والمناقيش، ونبدأ بتشغيل المكيفات لنضع درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها بهدف تحويل غرفنا ثلاجات باردة وتتناول كأساً من العصير المثلج ليشعرك بالانتعاش. نحلم بأن نعيش في القطب الشمالي، حيث نرغب الهروب من أشعة الشمس الحارة التي ألهبت أجسادنا لدرجة أصبحنا نبحث عن الظل لكي نتجنب تلك الأشعة الحارقة، عندما تسير في الطريق لا تستطيع التعايش مع الهواء المكتوم وترى الأشجار ذات اللون الأصفر بسبب أنها عطشى تتمنى سقوط الأمطار لتمتص الماء الذي يغذي جذورها. لقد أصبحت المياه الحارة بسبب تأثرها بالعوامل الخارجية للمناخ، شاوية وحارقة. في نشرة الطقس اليومية يخبروننا بأن الطقس سيكون شديد الحرارة وينصحنا خبراء الطقس بارتداء الملابس الخفيفة وعدم العمل تحت أشعة الشمس لكيلا نصاب بالإرهاق والتعب. مزاجنا أصبح مرهقاً ونزقاً، لم يعد قادراً على احتمال هذا الشواء الذي نعيش فيه!